198

Siyasat Nama Nizam Mulk

سياست نامه أو سير الملوك

Investigator

يوسف حسين بكار

Publisher

دار الثقافة - قطر

Edition Number

الثانية، 1407

وجرت العادة أنه إذا ما أراد شخص أن يدخل منزلا ليواصل امراة أن يضع قلنسوته على باب المنزل ثم يدخل حتى إذا ما جاء اخر للغرض نفسه ورأى القلنسوة على الباب يرجع أدراجه لأنه يدرك أن ثمة شخصا في شغل

وأرسل أنوشروان رسولا إلى الموبذين سرا وقال لماذا هذا الصمت المطبق ولم لا تتكلمون شيئا في امر مزدك وتنصحون والدي فأي ممحال هذا الذي ألزم به نفسه حتى صار فريسة مكر هذا الوبش الطرار وغدره لقد بدد هذا الكلب مزدك أموال الناس وهتك ستر حرمهم وأعراضهم وهيمن على عوامهم قولوا لي بأي حجة يفعل هذا ومن ذا الذب أمره به أن تلوذوا بالصمت أكثر فإنكم تعرضون أموالكم للنهب ونساءكم للهتك وملكنا للزوال هبوا جميعا واذهبوا إلى والدي وأطلعوه على حقيقة الحال وانصحوه ثم ناظروا مزدك وانعموا النظر فيما يورد من حجج ثم بعث أيضا برسائل إلى عظماء الرجال ومشهوريهم سرا تقول لقد غلب على والدي هوس فاسد فأخل عقله حتى أضحى لا يميز ما ينفعه مما يضره لتسعوا جادين في معالجته وتقويمه ولتحذروا الإصغاء إلى كلام مزدك والعمل بما يقول ولا تنخدعوا مثلما انخدع أبي ان هذا لباطل والباطل لا أساس له ولا نفع لكم فيه غدا

خشي العظماء كلام أنوشروان وتهديده وتراجع له بعض من كانوا ينوون الدخول في مذهب مزدك وقالوا لننظر إلام يصير أمر مزدك أنى لأنوشروان هذا الكلام وكان عمر أنوشروان في هذا الوقت ثمانية عشر عاما

واتفق الموبذون فيما بيهم وذهبوا إلى قباذ وقالوا له اننا لم نقرأ منذ عهد ادم عليه السلام إلى الان في أي تاريخ من التواريخ ولم نسمع عن أي نبي ممن ظهروا في بلاد الشام بمثل هذا الذي يدعي مزدك يبدو أنه منكر قال قباذ خاطبوا مزدك في الموضوع لنرى مما يقول فاستدعى الموبذون مزدك وقالوا له ما حجتك على ما تدعيه قال كذا أمر زرادشت وجاء في الزند والأوستا غير أن الناس لا يعونه فإن كنتم في ريب من امري فاسألوا النار وذهبوا إلى النار مرة أخرى وسألوها فنبعث من خلالها صوت يقول الأمر على ما يقول مزدك لا على ما تقولون

Page 240