Siyasat Nama Nizam Mulk
سياست نامه أو سير الملوك
Investigator
يوسف حسين بكار
Publisher
دار الثقافة - قطر
Edition Number
الثانية، 1407
نحوه فلما دنا من المكان ورأى قطيعا هاجعا من الغنم وخيمة مضروبة وكلبا معلقا تملكه العجب واقترب من الخيمة فخرج منها رجل سلم عليه وحياه وأنزله من على فرسه وقدم إليه ما كان يحضره من طعام دون أن يعرف أنه بهرام فقال بهرام أخبرني عن أمر هذا الكلب قبل أن أتناول الطعام لاكون على بينة منه فقال الشاب كان هذا الكلب أميني على غنمي وكنت اعلم أنه يستطيع لقدرته أن يصاول عشرة رجال ويتغلب عليهم وأن أي ذئب لم يكن يجرؤ أن يحوم حول القطيع خوفا منه حتى إنني كنت أذهب إلى المدينة مرات عديدة في شغل لي وأعود في اليوم التالي وكان هو يرعى الغنم ويعود بها سالمة ومضت على هذه الحال مدة فلما عددت الغنم يوما وجدتها ناقصة ثم تبين لي أن عددها أخذ يتناقص تدريجيا كل عدة أيام ولم أستطع أن أفهم علة هذا مع أنه لا وجود للصوص هنا لقد وصلت الحال بالقطيع في تناقصه إلى حد أن عامل الضرائب جاءني وأراد مثلما هي العادة ضرائب القطيع كله فدفعت كل ما تبقى منه ضرائب والان أنا راع لذلك العامل ما حدث أن الكلب صادق ذئبة ثم تزوجها وكنت في غفلة من أمره
وذات يوم خرجت للاحتطاب وسلكت في عودتي طريقا خلف مرتفع كان يطل على القطيع فرأيته يرعى وإذا بذئبة تعدو نحوه حينئذ اختفيت خلف أجمة شوك فلما رأى الكلب الذئب هرع إليها وهز ذنبه فوقفت في هدوء ووثب على ظهرهها وقضى منها وطره ثم انتحى جانبا ونام في حين راحت هي تصول وتجول في الغنم فقبضت على شاة وافترستها دون أن ينبح الكلب أو يبدي حراكا لما رأيت موقفه من الذئبة أدركت أن مصدر بلائي لم يكن سوى تواطؤ الكلب وانحرافه فقبضت عليه وعلقته بخيانته
عجب بهرام جور لهذا الحديث وقطع طريق عودته يفكر في الأمر فانتهى به تفكيره الى أن رعيتنا هي قطيعنا ووزيرنا هو أميننا انني لأرى أمور المملكة في اضطراب وأحوال الرعية في اختلال وانني كلما أسأل أحدا لا يصدقني القول ويخفي عني الحقيقة والحل أن أحقق في أحوال الرعية وراست روشن
ولما عاد إلى مقره كان أول ما فعله أن طلب لوائح المسجونين اليومية فكانت كلها من فجائع راست روشن وجرائمه فأيقن آنذاك أن الرجل لم يسس الناس بالحق بل سامهم ظلما وخسفا ثم قال
هو ليس راست روشن انه كذب وظلمة وقال مستشهدا بأحد الأمثال
Page 60