Siyasat Nama Nizam Mulk
سياست نامه أو سير الملوك
Investigator
يوسف حسين بكار
Publisher
دار الثقافة - قطر
Edition Number
الثانية، 1407
قصة عمرو بن الليث
وأعجب من هذا الحال أيضا ما كان من أمر الأمير إسماعيل وعمرو بن الليث التالي فلما أسر عمرو التفت إسماعيل نحو العظماء وقال ان الله عز وجل هو الذي وهبني هذا النصر وليس لأحد سواه عز اسمه من فضل علي في هذه النعمة وقال أيضا اعلموا أن عمرو بن الليث كان رجلا عالي الهمة معطاء كثير السلاح والعدة صاحب رأي وتدبير يقظا في كل شيء وكريما عارف للحق إنني أرى أن أسعى جاهدا لإنقاذ حياته وفكاكه من الأسر فقالوا الرأي ما يراه الأمير يقضي بما يراه مناسبا فأرسل إسماعيل إلى عمرو بن الليث يقول ليهدأ بالك فأنني بصدد الشفاعة لك لدى الخليفة لإنقاذ حياتك ولن أبالي في أن أنفق كل ما في خزينتي في هذا السبيل لتقضي بقية عمرك سالما
لما سمع عمرو بن الليث هذا الكلام قال أنني أعلم ان لا خلاص لي من هذا الأسر أبدا وأنه لم يبق من العمر إلا أقله وأن الخليفة لن يرضى بغير موتي بديلا ولكن أرسل أنت يا إسماعيل شخصا ثقة أفضي إليه بما لدي من كلام على أن ينقل إليك ما يسمع مني فعاد رسول الأمير اسماعيل وأخبره بكل ما قيل فأرسل إسماعيل إلى عمرو بن الليث شخصا معتمدا في الحال فقال له عمرو قل لإسماعيل إنك لم تهزمني بل إن تدينك واعتقادك وحسن سيرتك وعدم رضى أمير المؤمنين عني هي التي هزمتني إن الله عز وجل هو الذي سلبني الملك من جديد ووهبك إياه وأنت بهذه الهبة والنعمة والخيرات جدير أما أنا فقد قبلت قضاء الله عز وجل وحكمه ولا أبغي لك سوى الخير لقد صرت الآن إلى ملك جديد دون أن تكون لك خزائن وثروة في حين أن لي ولأخي كنوزا ودفائن كثيرة معي ثبت بها جميعها وقد وهبتك إياها كلها لتكون لك ثروة تقوي بها نفسك وتهيئ ما تحتاج إليه من عدة وعتاد وتملأ خزانتك ثم أخرج الثبت من كمه وناوله الرسول ليعطيه إسماعيل فلما جاء الرسول إلى إسماعيل وأعاد على مسامعه كل ما سمع ووضع الثبت أمامه التفت إسماعيل نحو وجهاء القوم وقال إن عمرو بن الليث يريد بحنكته وذكائه أن يحرز قصب السبق على الأذكياء فيوقعهم في الفخ ويبتليهم بمحنة أبدية ثم تناول الثبت وألقى به أمام الرسول وقال أعده إليه وقل له إنك تريد بما أنت فيه من جلد وذكاء أن تحرز قصب السبق على الجميع أنى لك ولأخيك هذه الكنوز فوالدكما كان صفارا وقد ثقفتما هذه المهنة عنه أما الملك فشاءت الأقدار أن تصلوا إليه عنوة وتفقدوه تهورا وأما كنوز
Page 56