Siyar Malahim Shacbiyya Wa Carabiyya
السير والملاحم الشعبية العربية
Genres
ففي مصر أخبر العيار الأمير حمزة، حين سأله: أي إله يعبدون؟ فقال هم مختلفو المذاهب؛ فبعضهم يعبدون الأصنام، وبعضهم النار، والبعض الآخر العجل،
26
وما أن وصلوا إلى القاهرة، وبانت لهم وهي مزدحمة البنيان عامرة الأسوار حتى نصبوا مخيماتهم خارج القاهرة.
وفي مصر حدثت لحمزة خديعة من جانب سكاما وورقة، حين أظهرا لرسوله عمر العيار الود، إلى أن أمن لهم الأمير حمزة وقبل لقائهما، فأكرماه ورحبا به في قصورهما الهائلة الحجم وبعواميدها الرخامية وطولها وضخامتها
27
وهي مع كبرها العجيب قطعة واحدة من النقش والحفر والنتوء وكل صنعة عجيبة، حتى كاد يؤخذ عقله وأخيرا جاءوا قلعة في آخر المدينة، وهي من الحجر الأحمر الناعم، ونجحت خطتهما في أسر حمزة داخل تلك القلعة ومعه الأمير معقول البهلوان.
جرح حمزة العرب وحصار مكة
وتكثر مآزق هذه السيرة التي تروج بين خصائص وسمات التراثين المتزاوجين أو المتآخيين منذ أقدم العصور العربي السامي، والفارسي الآري، بجرح الأمير حمزة، وحصار كسرى أنوشروان للكعبة، وألاعيب عمر العيار للجيوش الشاهنشاهية بسلب مؤنها وذخائرها ومراعيها من خيول ونوق، لفك الحصار الضاري حول مكة وكعبتها.
لحين تماثل حمزة للشفاء وصراعه عبر حكاية خرافية استطرادية مع فرخ جان هائل في جبل قاف، انتهى به إلى الجنوب والعبور بفيالقه إلى الحبشة، وكسر الجيوش الفارسية، بل هو عاد فوصل بجيوشه إلى مراكش وطنجة ومداخل الأندلس وجمع قواته وطاقاته للعودة إلى منازلة الفرس وردهم حتى الحدود الإيرانية.
فمن جديد تجمعت جيوشه في حلب الشهباء لسوريا العليا، وزحفت إلى مطاردة جيوش كسرى، ومنازلتها داخل إيران وعلى حدود المدائن العاصمة، لحين إيقاع الهزيمة بها وحيازة شارة الإمبراطورية، وطوطمها المجمع ويدعى «علم بيكار لوشتهار» الذي نصبه على بابه وصيوانه.
Unknown page