Siyar Malahim Shacbiyya Wa Carabiyya
السير والملاحم الشعبية العربية
Genres
لله دركما ودر أبيكما
لا يبرح العبدان حتى يقتلا
ثم إنهم قبضوا على العبدين، ووضعوهما تحت العذاب إلى أن أقرا بما أشارت به اليمامة، التي رجحنا - فيما سبق - قدرتها الخارقة - ككساندرا - وعلاقتها الطوطمية بأبيها كليب؛ حيث إنه تسمى بها، كإلهة أنثى أم. (5) السيرة الهلالية السياسية الكبرى
من الملفت والمؤسف أن النص الأصلي المدون لهذه السيرة السياسية الكبرى للهلالية؛ ما يزال إلى أيامنا في عداد المخطوطة المحفوظة بمكتبة الدولة المركزية ببرلين، مثلها مثل مثيلتها «الأميرة ذات الهمة» 26 ألف صفحة.
بمعنى أن النص الفعلي للهلالية، لم تصله إلى أيامنا يد المطبعة بعد، ما يزال في عداد النص اليدوي المدون، ومن هنا فالاختلافات كبيرة، والمغالطات لا تنتهي، والإضافات التي أضافها الرواة والنساخ والمنشدون على مدى العصور تتبدى واضحة بين ذلك النص المخطوط للهلالية وبين بقية النصوص والطبعات الشعبية المتداولة على طول عالمنا العربي من محيطه لخليجه، وهي - بالتحديد - الرقعة الجغرافية التي تغطي حركتها من حروب وهجرات أحداث هذه السيرة السياسية، التي لا تبعد بنا أحداثها وتحالفاتها وتناقضاتها عما نعانيه اليوم والآن على طول البلدان والكيانات العربية، حتى ليبدو أن أحداث سيرة الهلالية كانت على دراية أكثر نبطا منذ حوالي عشرين قرنا من الزمان، في حروبها وتصديها للصهيونية، سواء في خيبر والجزيرة العربية، أو في الأردن المتاخمة لفلسطين التي تدعوها السيرة ببلاد السرو وعباد، أو في فلسطين ذاتها، في القدس وغزة وعكا ويافا.
بل هي تتعقب القلاع والفلول الصهيونية - كما تدعوها السيرة وتسوقها بشكل مباشر - في حلب الشهباء، واللاذقية، التي فيها أسر دياب بن غانم، والقلاع المتاخمة لحماة وحمص ودمشق، وهكذا.
فتلقي المخطوطة الرئيسية للسيرة المزيد من الضوء القوي الساطع على منابع ومكونات هذه السيرة، بالإضافة إلى حفاظها على حلقاتها الرئيسية، التي هي في عداد ثلاث سير متتابعة، تضرب أولاها بجذورها في العصور التي تعارفنا عليها بالجاهلية السابقة لظهور الإسلام، والتي قد تصل بنا هذه الجاهلية إلى بضعة آلاف، فالحلقة الأولى للسيرة تغطي بدء تواجدهم التاريخي في الجزيرة العربية منذ الجاهلية الأولى أو العصور السابقة واللاحقة للإسلام، وهجرتهم الأولى إلى الأردن وفلسطين أو بلاد السرو.
إلى أن تتوقف بنا الأحداث مع بدء ظهور الإسلام، وكيف أن هلال بن عامر وفد على النبي على رأس قومه أو قبائله المتحالفة، ولعب أولئك الهلاليون دورا في ترسيخ أركان الدين الجديد، حتى إن النبي أسكنه وادي العباس.
وتبدت فيما بعد فروسية وشجاعة الهلالية في جيل «المنذر» أبو العرب المناذرة، وكيف تعرف إلى الأمير «مهذب» وتزوج بابنته «هذبا»، حتى إذا مضت على زواجهما عشرة أعوام ولم يرزق منها بطفل، قرر الزواج بأخرى.
ثم رحل إلى بلاد «السرو وعباد» إلى الأردن وفلسطين؛ حيث تزوج بابنة الملك الصالح واسمها «عذبا»، وبعد ذلك نرى السيرة تحدثنا أن «هذبا» التي خلفت له «جابرا» كما وضعت «هذبا» جبيرا، ولم يمض على ولادة الطفلين زمن طويل حتى نرى الغيرة تدب بين الاثنين ونرى كلا منهما تريد المنذر لها ولابنها، وينتهي الأمر بطلاق «هذبا» ورحيلها مع ابنها «جبير» إلى نجد، ومن نسل جابر وجبير انحدرت إلينا بطون بني هلال ونساؤهم اللواتي قمن بالأدوار الهامة في مختلف فصول الحلقة الأولى من السيرة، فجابر ولد له عامر، وتامر، وهشام، وحازم، ومن نسل هؤلاء انحدر «رزق» والد أبي زيد، وسرحان والد السلطان حسن بن سرحان.
Unknown page