323

al-siyar

السير

Publisher

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

Genres

لكم.

ومنهم أبو ايوب التمنكرتي كان تعلم من العلوم فنونا كثيرة وعمل بها مع

تجنبه للصغيرة من الذنوب والكبيرة.

وفى السير زارته المشايخ فأطعهمهم بسيسا مركبا من العسل والزيت وغيرهما من الأطعمة فقال لم أرد الفخر وانما اتخذته لاستعين به على الوضوء ومن عادته اذا برز إلى موضع تدركه فيه الصلاة حمل مرجله فيسخن الماء اذا أدرك وقت الصلاة وزاره المشايخ بعد الهرم والخرف في رمضان وفيهم أبو الربيع بن أبي هارون فقال لهم أتأكلون فلما خرجوا قال بعضهم فيه قال أبو الربيع اسكت فو الله ما أعرف اليوم في الجبل أورع منه وأتى سائل أمرأة من أهل تمنكرت وهي تغربل في ضوء القمر فأعطته دقيقا اخلطته بماء فأبصرت خلقا عظيما فأخبرت به فلما أصبحوا لم يجدوا له الا أثر قدم واحد في الخط وجعلوا عنده مصلى وكان بعض أشياخهم يجتمع بشيخ من أهل شروس كل جمعة في مسجد اجلمم ويتذاكران ويذكران الله ويحمل تينا يأكلانه فحمل الشروسي مرة عجنته فقال له دعنا نأكل ما كنا نأكل فأكلا التين وتركاها على صخرة وكان أبو ايوب عالما بالنجوم.

ومنهم أبو عبد الله الويغويان الكبير حاكم على أهل ويغو والصغير ولكنه

ارسخ واكبر في درجة العلم وأبو الشعثاء ابن البغطورية الشروسي حاكم فيهم فوقع حرب بين أهل ويغو وأهل شروس فقال أبو محمد خصيب انما جزاء محمد يعني أبا عبد الله ومؤمن يعني أبا الشعثاء السجن حيث لم يخرجا من البلدين وقت الفتنة وبلغ الخبر أبا عبد الله محمد فقال أنا على الطريق فليأت أبو الشعثاء يسير إلى الحبس وكان واسع الخلق ولأبي عبد الله ديناران على يتيم وأبو عبد الله الصغير وكيل اليتيم وعرف باحدهما فدفعه له واراد الآخر فقال يكفيك

Page 326