251

al-siyar

السير

Publisher

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

Genres

فقطع عن نفسه النمائم، وامتنع عنه بعض الكبراء من أن يخرج منه الحق واوكل امره إلى الله فتتابعت عليه المصائب، فعلم من اين اوتى فالقى بنفسه اليه وطلبه أن يخرج منه الحق، فابى وقال: ((قد اوكلت الحق الذي فيك لمن هو اقوى منى وهو اشد بأسا واشد تنكيلا)).

وقالت أم زيد لأم زعرور شيعينى افيدك ثلاثا. قال أبو محمد: ((شيعيها ولو ندفنك بادبيرن)) -وهو اسم موضع وفيه مصلى أبي محمد الذي ابصرت أم زعرور خلف أبي محمد وهو يصلى فيه صفوفا شبه رجال عليهم ثياب بيض- فلما شيعتها قالت من شيع اخاه في الله كتبت له بكل خطوة حسنة ومحيت عنه سيئة، ولا ينبغى للمسلم أن يبقى بغير صديق يفشى اليه سره ويشترك معه همومه فان لم يجده من الرجال اتخذه من النساء والعكس للنساء، واذا اتفق رجلان على نكاح ولية ثم رجع الخاطب والمخطوب اليه من غير الم بعدما فشا امرهما فلا يلقى خيرا ولا يجد بركة.

ومنهم أبو عمران موسى الأندمومني التغرميني؛ من الاذلة على المؤمنين

الاعزة على المنافقين، كان ورعا لكنه غليظ على الفجار. وصنع لهم رجل طعاما، فقال: ((كلوا فالله الذي اخرجه من هذا الرجل السوء)) والرجل واقف فجعل لهم الزيت.

وادخله رجل يطعمه فخرج لحاجة فشم رائحة الخمر فوجد الخوابى مملوات فكسرها، فخرج وتبعه صاحب البيت بعد أن رجع يريد اذاه فاعطاه دعوة سوء ومنعه الله من شره.

ووجد غنما تحت زيتونة في الخط فاخذ يطردهن حتى ادركه العطش من شدة الحر فوقع صريعا فسقاه صاحب الغنم وكان يتبعه بدلو من ماء فكثر خيره ونمى ماله من هناك وبقيت تلك البركة في ذريته - قال في السير- إلى يومنا هذا.

ولقى أبا داود الدرفي في بعض الطرق فتنحى

Page 254