يتعلم أبو خليل وعمرو بن يانس عنده وكانت زوجته بهلولة ممن وافقه وطابقه علما وعملا وحسن عشرة وفي بلده بعده غزالة امة وقيل عنها قبل أن تجلب من السودان اذا اكلت الدم قاءته ولا يثبت في بطنها فلما جلبها مشتريها اذا جعلها قبل أن تسلم في سلسلة مع العبيد خشية الأباق فاذا سمعت القراءة قعدت على نفسها وبركت على ركبتيها واستمعت واسلمت فاشتراها رجل من أهل ويغو فكان دأبها أن تخدم مولاها بالنهار فاذا نام ونام عياله انصرفت فتحضر مجلس الذكر عند أبي محمد عبد الله بن الخير في تنورزيرف وجدتها بخط عمنا يحى بن أبي العز براء بين واو وزاي بعدها ياء وراء وفاء وبينهما نيف وعشرون ميلا أكثره صعود وهبوط وعقابي وجبال فاذا انقضى المجلس رجعت فتاتى مصلى لها في كهف معلوم فتصلى وتجد مصباحين يقدان لها فاذا كان آخر الليل اتت أهلها فايقظتهم للصلاة ففطن لها سيدها فاعتقها وتمادت على فعلها وتجد بعد العتق مصباحا واحدا.
ومنهم أبو الحسن التويغتي وهو من السادات الاخيار جمع علما وفقها وعمل
بهما وحج على اتان له سبع مرار وكلما قدمت نهقت فيضحكوا فيقول ما اضحككم وقد اقامت عليكم الحجة.
وفي السير اذا اصبح اشرف على الجبل فيقول هل من ماء يا وارد فيقولون نعم فيحمد الله ويتلو { قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا } الآية وضجر الوارد من سؤاله فاجأبوه يوما بلا فنظروا إلى البئر وقد غار ويبس ولم يبصروا الا صلصلة الطين.
ومنهم أبو يوسف حجاج الويغوي.
وفي السير كان رجلا صالحا وله امراتان تكلف تمام العدل بينهما وفي البلد بئران احدهما
Page 218