204

al-Siyar

السير

Publisher

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

Genres

وكان ذلك دابه ودابها حتى وصل وطنه فبنى لها بيتا نبذه عن الناس وكان يسىء وتحسن ثم تزوج عليها امرأة فازداد سوء العشرة والذي يبدوا منها من الصبر والطاعة في زيادة فمرت بها قافلة يوما لنفوسة فسمعها بعضهم وهى تقول الا احد يزور في الله فيذهب عنا غم النفوس ويزيل الوحشة فلما بلغوا نفوسة تذاكروا الحديث ففطن له الشيخ أبو زكريا يحيى بن يونس السدراتي رحمه الله فعلم انه كلام ابنة الشيخ أبي عثمان فساروا في جماعة من مشايخ الجبل ومعهم أبو عثمان فلما وصلوها وجدوها متفضلة في قميص تصلح خيمتها خارجا من الخيمة فقال لها أبو زكريا إني لاختار أن أجد جنازتك خارجة ولا أراك خارج بيتك متفضلة فاستتابها وتابت مما كان منها فمكثوا عندها ثلاثا فارادوا الانصراف فرغبت اليهم أن يقيموا عندها ثلاثا اخرى ففعلوا فلما اجتمعوا لوداعها عند الانصراف قالت لابى زكريا انصب لى قدمك هاهنا لاذكركم بها فتذهب عنى الوحشة ففعل فاكفأت عليه قدحا فدعت له أن يرويه الله يوم القيامة فقال أبو عثمان احتسبي واصبري وقد سبق القضاء وارجو من الله أن لا تنصرم عشرة ايام الا أن يموت من يموت ويفرج الله عليك وينقطع ما تجدينه من النصب فودعوها فلما كان اليوم العاشر اورد بعلها ابله على بئر لهم فسقط دلوه في البئر فانحدر اليه ومنع غلمانه من النزول لما سبق في علم الله فلما شدها قال اعظم احملونب فرفعوه إلى إن حاذ الحفير في البئر فإذا قد رصد له حنش اعظم ما يقدر فاغرافاه تبيض عيناه فناداهم انزلونى فانزلوه

Page 207