وكان ذلك دابه ودابها حتى وصل وطنه فبنى لها بيتا نبذه عن الناس وكان يسىء وتحسن ثم تزوج عليها امرأة فازداد سوء العشرة والذي يبدوا منها من الصبر والطاعة في زيادة فمرت بها قافلة يوما لنفوسة فسمعها بعضهم وهى تقول الا احد يزور في الله فيذهب عنا غم النفوس ويزيل الوحشة فلما بلغوا نفوسة تذاكروا الحديث ففطن له الشيخ أبو زكريا يحيى بن يونس السدراتي رحمه الله فعلم انه كلام ابنة الشيخ أبي عثمان فساروا في جماعة من مشايخ الجبل ومعهم أبو عثمان فلما وصلوها وجدوها متفضلة في قميص تصلح خيمتها خارجا من الخيمة فقال لها أبو زكريا إني لاختار أن أجد جنازتك خارجة ولا أراك خارج بيتك متفضلة فاستتابها وتابت مما كان منها فمكثوا عندها ثلاثا فارادوا الانصراف فرغبت اليهم أن يقيموا عندها ثلاثا اخرى ففعلوا فلما اجتمعوا لوداعها عند الانصراف قالت لابى زكريا انصب لى قدمك هاهنا لاذكركم بها فتذهب عنى الوحشة ففعل فاكفأت عليه قدحا فدعت له أن يرويه الله يوم القيامة فقال أبو عثمان احتسبي واصبري وقد سبق القضاء وارجو من الله أن لا تنصرم عشرة ايام الا أن يموت من يموت ويفرج الله عليك وينقطع ما تجدينه من النصب فودعوها فلما كان اليوم العاشر اورد بعلها ابله على بئر لهم فسقط دلوه في البئر فانحدر اليه ومنع غلمانه من النزول لما سبق في علم الله فلما شدها قال اعظم احملونب فرفعوه إلى إن حاذ الحفير في البئر فإذا قد رصد له حنش اعظم ما يقدر فاغرافاه تبيض عيناه فناداهم انزلونى فانزلوه
Page 207