179

al-Siyar

السير

Publisher

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

Genres

وانه احد الاربعة الذين وصلوا إلى تيهرت متكفلين بأمر المعتزلة وتقدم قوله إني لا اعرف فارسا يبارزني من فاس إلى مصر وكان ذا باس وشدة وشجاعة فهأبوه وكان ذا عدل واستقامة فلما حضرته الوفاة ارسلوا إلى الإمام أن يولي عليهم فاجابهم أن يختاروا افضلهم واولاهم بامور المسلمين ويسموه وكتبوا اليه انه ليس مثل أبي عبيدة لهذا الأمر عبد الحميد الجناوني فارسل الإمام اليهم أن يولوه بأمره فاجتمعوا إلى أبي عبيدة واخبروه بما كتب به إلى الإمام وما امرهم به من توليتهم اياه على انفسهم أن يقضي بينهم بكتاب الله وسنة نبيه واثار الصالحين فأجابهم بان قال أنا ضعيف أنا ضعيف ولا اطيق القيام بأمور المسلمين فارسلت نفوسة إلى الإمام بامتناعه وقوله أنا ضعيف أنا ضعيف فاجابهم وحلف بالله بلغة العرب وبلغة العجم وبلغة البربر أن لا يقلد المسلمين وامورهم الا رجلا يقول أنا ضعيف أنا ضعيف فكتب إلى أبي عبيدة يأمره بالدخول في امور المسلمين كذا قال أبو زكريا وفي سير نفوسة إن أبا عبيدة استعذر بانه ضعيف المال ضعيف البدن ضعيف العلم وقولهما إن الإمام كتب اليه أن كنت ضعيف البدن فادخل في امور المسلمين يقوي الله بدنك وان كنت ضعيف العلم فعليك بابي زكريا يصلتن التوكيتي وان كنت ضعيف المال فبيت المال يسعك ويسع غيرك فلما ورد عليهم جواب الإمام اجتمعوا إلى أبي عبيدة وقالوا لا يسعك الا الدخول في امور المسلمين وطاعة امامك فقال امهلوني حتى استشير فاتى عجوزا معروفة بالعلم والورع والدين تسكن

Page 182