173

al-Siyar

السير

Publisher

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

Genres

فادركه وقال له أترك البقرة لأنها لي فتركها فرجع إلى بيته فأتاه فقال أخرج من بيتي فدخل إلى زوجته فقال ناوليني سلاحي ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء أجلها يريد دفاعه فقال الرجل أستهزأ وليس لي في الفدان ولا في البقرة قال أبو مرداس مانبثك الله الا وقد علم في الفدان والبقرة شيئا فتركهما ورفع يده عنهما وفيها بلغنا أن أهل منزله قالوا نرى في هذا الرجل أمرا عظيما من الصلاح ياليته بعيد عنا قال لهم أموت ولا ترون بعدي الا الفقر فقيل انهم بعده صلوا على ميت بالركوع فجاز رجل من فوقهم فقال ليس لها ركوع وفيها انه خرج في عير يمتار ومعهم الاحوص الابدلاني وهو المقدم على القافلة فغارت عليهم قطاع السبيل فتبعوهم فقال أبو مرداس ارجعوا فرجعوا فكر العدو فهزموهم ثانية فقال أبو مرداس ارجعوا فرجعوا فكروا فتركوا القتال لابي مرداس وحده فلما أشتد عليه القتال فقال ادركني ياأحوص فرجع اليه أصحابه فهزموهم وتبعوهم فسكت أبو مرداس وانما فعلوا ذلك ليسكت عنهم اذا تبعوهم وفيها إن رجلا اتاهم يبتغي أن يرافقهم فمنعه أبو مرداس من صحبتهم فلما انصرف اقبل قوم يطلبونه بدم وليهم فقال عند ذلك أبو مرداس لمثل هذا منعتكم من صحبته ولو اجبنا له لوجب علينا منعه حتى يبينوا ما يدعون قال أبو الربيع أبو مرداس رجل حازم ممارس للامور ورع نبيه وجيه حاذق عاقل فطن مجتهد رحيم للضعفاء شديد على الفجار دليل على المؤمنين لاتأخذه

Page 176