أبا المنيب قد فتح زق زيت فتركه وأغاث الرجل فخلصه من أعوان السلطان ورجع إلى زقه فوجده على حاله لم تنهرق منه نقطة، ثم أن الشرطة اقبلوا اليه وحملوه إلى السلطان فقال ما حملك على ما فعلت فقال لم يسعني في ديني حين استغاث بالمسلمين أن أتركه فقال السلطان لأعوانه أفبمثل هذا تأتوني ولولا هذا ومن كان مثله لم تطلع علينا الشمس فبهم امهلنا الله فقال ابن يانس ما فعلتها لله قط فخرجت دنية ومن شدته في الأمر والنهي انه وجد رجلا على باب الأمير له حاجة عنده والباب مغلق فأخذ يقذف الباب بالحجارة ويشتم أهل المدينة وكان شديد الغضب في الله معروفا بالحدة ففتح الإمام الباب واعتذر باشتغاله بغسل الجنابة وعصر لحيته فلما سكن عنه الغضب قال له الإمام وكيف تشتم أهل المدينة وأنا وانت في وسطها قال إن لم نعمل بموجب الشرع فلا محيد لنا عنها وهذا من مناقب الإمام اذ تحمل لرجل من رعيته مثل هذا لله وقيل انه ضرب ثلاثة اخوة على الخط فدخلوا عليه ليلا فضربوه حتى اضعفوه فلم يطق اتيان المسجد وعلم أهل المسجد انه لا يحبسه عنها الا الأمر العظيم فدخلوا فسالوه فأخبرهم بما فعل به فارادوا الانتقام منه فمنعهم مخافة أن ينتصف لنفسه فساروا صبيحتهم إلى اشغالهم فاخذ احدهم يسقي الغنم فسقط في البئر فاخرج ميتا فصعد آخر إلى قنة جبل يجني الكبار فوقع من اعلاه وقعد الثالث في بيت فانتفخت بطنه فعظمت حتى لا يرى احد القاعدين
Page 168