163

al-Siyar

السير

Publisher

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

Genres

لربه ذو المناقب الشهيرة والمآثر الكريمة وهو أحد الأربعة الذين تكفلوا رد الواصلية الباغين على الإمام وهو خصوصنا تكفل علم تفسير كتاب الله وانه اخذه ممن وثق به وهو من الاثنى عشر الذين وسموا في الجيل باجابة الدعاء في زمان واحد وقد أختص بكثرة الكرامات والتفرغ لفعل الطاعات ومن ذلك انه لما ارسل الإمام إلى نفوسة أن يبعثوا له جيشا تضمن مائة فقيه ومائة مفسر ومائة مبارز ومائة متكلم أي يقوموا بعلم الكلام وهو أصول الدين فساروا باربعة كل واحد تكفل ما تفعله المائة وقيل إن أبا المنيب انما ضمن الحلال والحرام وأبو الحسن هو الذي ضمن تفسير القرآن فلما ارتحلوا واستقلوا طلبهم محمد بن يانس أن يولي أمر خدمتهم لما يرجو فيه من الثواب فأجأبوه إلى ذلك وكان عادته معهم اذا نزلوا قيد خيلهم واشتغل بعشائهم ثم اذا صلوا واتموا اورادهم وناموا اخذ في الصلاة إلى طلوع الفجر فلما رأوا ما تحمل من المشقة وحمل على نفسه من الطاقة قالوا أترك قيام الليل أو خدمتنا وعزموا عليه بترك احدهما قال ترك خدمتكم مما لاسبيل اليه وأما قيام الليل فذروني أصل ركعتين فسامحوا في الركعتين فقرأ بنصف القرآن في ركعة وبالنصف الآخر في ركعة فانفلق الصبح وطلع الفجر فلما نظروا إلى ما حمل نفسه من المشقة في طول القيام قالوا ارجع إلى عادتك فرجع اليها ونظر اليه بعضهم في ليلة باردة ذات مطر والريح تضرب بثوبه رجليه والمطر

Page 166