لربه ذو المناقب الشهيرة والمآثر الكريمة وهو أحد الأربعة الذين تكفلوا رد الواصلية الباغين على الإمام وهو خصوصنا تكفل علم تفسير كتاب الله وانه اخذه ممن وثق به وهو من الاثنى عشر الذين وسموا في الجيل باجابة الدعاء في زمان واحد وقد أختص بكثرة الكرامات والتفرغ لفعل الطاعات ومن ذلك انه لما ارسل الإمام إلى نفوسة أن يبعثوا له جيشا تضمن مائة فقيه ومائة مفسر ومائة مبارز ومائة متكلم أي يقوموا بعلم الكلام وهو أصول الدين فساروا باربعة كل واحد تكفل ما تفعله المائة وقيل إن أبا المنيب انما ضمن الحلال والحرام وأبو الحسن هو الذي ضمن تفسير القرآن فلما ارتحلوا واستقلوا طلبهم محمد بن يانس أن يولي أمر خدمتهم لما يرجو فيه من الثواب فأجأبوه إلى ذلك وكان عادته معهم اذا نزلوا قيد خيلهم واشتغل بعشائهم ثم اذا صلوا واتموا اورادهم وناموا اخذ في الصلاة إلى طلوع الفجر فلما رأوا ما تحمل من المشقة وحمل على نفسه من الطاقة قالوا أترك قيام الليل أو خدمتنا وعزموا عليه بترك احدهما قال ترك خدمتكم مما لاسبيل اليه وأما قيام الليل فذروني أصل ركعتين فسامحوا في الركعتين فقرأ بنصف القرآن في ركعة وبالنصف الآخر في ركعة فانفلق الصبح وطلع الفجر فلما نظروا إلى ما حمل نفسه من المشقة في طول القيام قالوا ارجع إلى عادتك فرجع اليها ونظر اليه بعضهم في ليلة باردة ذات مطر والريح تضرب بثوبه رجليه والمطر
Page 166