155

al-Siyar

السير

Publisher

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

Genres

فقدموا اليه العشاء ورحبوا به فأكل ما على المائدة وما فيها ومن جملة ذلك شاة ثم قدم اليه وطب لبن فشربه جميعا ثم أخذ في قراءة القرءان بعد أن صلى حتى أصبح فصلى بوضوئه فأمرهم أن يقربوا اليه فرسه فلم يجدوا فرصة لغدره فتكفل لهم بعض فتاكهم بقتله فلما ركب طلبوا اليه أن يعلمهم الفروسية فأجابهم فأخذوا قضبانا يترامون بها فهو معهم في ذلك اذ حمل عليه المتكفل بقتله ولم يشعر حتى كاد أن يطعنه فتغافل له حتى ضربه فالتقى الضربة وحمل عليه فقتله وقتل معه ثمانية ثم حمل على الجهة الأخرى وقتل ثمانية فقال لنساء الحي ايكفيكن أم ازيدكن فقلن يكفينا. ومن مشهور شجاعته ما ذكر انه جاز على أسد ولبوة واشبال فقطع أرجلها فجاز على حي فقال من يبتغي اللحم المكروه فعليه بالوادي فذهبوا مبادرين فمن كان يأكل المكروه أخذ. وكان الإمام رضي الله عنه كثير المال ممن أتسعت عليه الدنيا وسببه انه كان في ايام أبيه رحمه الله تاجرا وكانت تيهرت لما أشتهر عدل عبد الرحمن أنتقل اليها أهل الأموال والتجار من مصر وافريقية والمغرب لخوفهم على أموالهم من أئمة الجور ومن هناك دخلتها الفرق ونفقت فيها السلع مع كونها كثيرة الخصب فعظمت بها الأموال وكان عبد الوهاب حاذقا بالتجارة وأتسعت أمواله فلما تمكن من الخلافة وأنقطعت مادة الفساد والفتنة وهدت الأوطان أراد الحج فارتحل حتى نزل جبل دمر وله مسجد مشهور بمسجد عبد الوهاب وله في تطاوين

Page 158