187

Al-Sirr al-maktūm fī al-farq bayn al-mālīn al-maḥmūd waʾl-madhmūm wa-yalīhi jawāb fī al-jamʿ bayn ḥadīthayn, humā: duʿāʾuhu ṣallā Allāh ʿalayhi wa-sallam li-Anas b. Mālik bi-kathrat al-māl waʾl-walad, wa-ḥadīth duʿāʾihi bi-dhālik ʿalā man lam yuʾmin bihi wa-yuṣaddiquhu

السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم ويليه جواب في الجمع بين حديثين، هما: دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك بكثرة المال والولد، وحديث دعائه بذلك على من لم يؤمن به ويصدقه

Publisher

مكتبة وتسجيلات دار الإمام مالك

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Publisher Location

الإمارات العربية المتحدة - أبو ظبي

والطاعون:
«يحتمل أن يكون ﷺ دعا لأمته بطريق التعميم، فاستجاب الله دعاءَه في بعضهم فيكون من العامّ المخصوص، ويحتمل أن يكون أراد ﷺ بلفظ «أمتي» طائفةً مخصوصةً كأصحابه مثلًا، أو صفةً مخصوصةً كالخيار مثلًا، فيكون من العامّ الذي أُريد به الخصوص.
والأول قد يوجّه بأنَّ الصَّحابة لم يموتوا كلُّهم بالأمرين ولا بأحدهما فقط، وكذلك الخيار؛ فإنَّ الكثير منهم يموتون بغيرِهما، وقريبٌ من الأول دعاؤه ﷺ للمؤمنين بالمغفرة، مع أنه ثبت بالأدلة القطعية عند أهل السنة أن طائفةً منهم يُعذّبون، ثم يخرجون من النار بالشّفاعة.
وفي عكس ذلك دعاؤه ﷺ أن لا يُهلِك أمتَه (١) بالغرق، وأن يرفع عنهم الرّجم من السماء والخسف من الأرض، وأخبر ﷺ أنه أُجيب إليها ثم وقعت بعدُ، فدلّ على أن المراد بنفي ذلك عن الأمة نفيه عن الجميع، وأن وقوعه لبعضهم لا يقدح في صحة الحديث؛ لصلاحيّة اللفظ لإرادة الكلِّ والبعض.
وكذا يقال في الحديث المسؤول عنه، وحديث الطاعون (٢) -أيضًا-: اللفظ صالحٌ لإرادة الكلِّ والبعض، فدل الواقع على أن المراد البعض فيهما، كما دلَّ الواقع في حديث الغرق ونحوه على أن المراد الكلّ، ثم إنه ليس المراد بالكلِّ

= اختلاف شديد في إسناده، تكلم شيخنا الألباني في «الإرواء» (٦/٧٠) على بعضها، وصحح الحديث بمجموع طرقه، وفي الباب عن عائشة وابن عمر ﵃، وصرح ابن حجر في «بذل الماعون» (ص ٣٢٣) في موطن آخر بصحته.
(١) بعدها في «بذل الماعون» (ص ١٢٤) -ومنه ينقل المصنف-: «بِسَنة عامة، وأن لا يهلكهم ...»، وقد سقطت على ناسخ أصل كتابنا هذا، وتصرف المصنف في كلام شيخه ابن حجر الآتي على وجه فيه اختصار، وتقديم وتأخير، فاقتضى التنويه، وسيأتي سياق الأحاديث الدالة على ما ذكره هنا، وما سيذكره قريبًا، والله الموفق.
(٢) المذكور قريبًا: «اللهم اجعل فناء أمتي ...» .

1 / 198