159

وقد جاهد رسول الله (ص) الكفار والمجرمين في الجزيرة العربية

وخارجها ، وحقق النصر عليهم ، لقد غزا المسلمون دولة الروم مرتين ، مرة بقيادة بعض أصحابه وهي غزوة مؤتة سنة 8 هجرية ، ومرة بقيادته هو (ص) سنة 9 هجرية وهي غزوة تبوك ، وبعد عودته من حجة الوداع ، وقبيل وفاته دعا المسلمين لجهاد الروم ، وجعل اسامة بن زيد بن حارثة قائدا لهذا الجيش ، وكان شابا عمره سبع عشرة سنة ، وفي هذه الاثناء مرض رسول الله (ص) ، فتأخر المسلمون ، ولكن رسول الله (ص) أمرهم مرة اخرى ، وطلب منهم ألا يتوقفوا ، وكرر قوله عدة مرات : «أنفذوا جيش اسامة»(1).

(48)

حجة الوداع

جاء موسم الحج من السنة العاشرة، فدعا رسول الله (ص) الناس الى الحج، واعلمهم أنه عازم على أداء الفريضة في عامه ذلك، فاجتمع إليه الناس من كل حدب وصوب من أنحاء الجزيرة كلها، حتى تكاملوا مائة ألف أو يزيدون.

فسار رسول الله (ص) بتلك الجموع الكثيرة قاصدا حج بيت الله تعالى، وصحب معه نساءه جميعا وفاطمة (ع) ولم يتخلف إلا على (ع)، حيث كان الرسول (ص) قد ارسله في مهمة لليمن.

وكان ذلك الحشد الهائل يردد بين الحين والآخر النداء المقدس الخالد: ( لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك).

وعلى مقربة من مكة التحق علي (ع) برسول الله (ص) ليؤدي مناسك الحج معه.

ودخل المسلمون مكة بقيادة رسولهم العظيم (ص) وأدوا مناسكهم، حسب ما بينه لهم الرسول (ص).

حتى إذا توجهوا الي عرفة، وقف رسول الله (ص) على راحلته وألقى خطبته الله بالذي هو خير.

أما بعد ايها الناس، اسمعوا مني، ما أبين لكم، فاني لا ادري لعلي لا ألقاكم، بعد عامي هذا، في موقفي هذا.

أيها الناس أن دماءكم واعراضكم عليكم حرام، الى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد.

Page 67