Sirat Rasul Allah
سيرة رسول الله
Genres
وهذا الاعتداد بالقوة والحصون لم يكن ليخدع يهود خيبر وحدهم ، بل وكان يهود المدينة الذين يعيشون وسط المسلمين قد انخدعوا به أيضا ، فراحوا يشيعون الحرب النفسية لاضعاف الروح المعنوية بين المسلمين، وأخذوا يهددون المسلمين بتلك القوة محاولين إظهار التفوق العسكري لقوة خيبر . وكانوا يرددون على مسامع المسلمين : (ما أمنع والله خيبر منكم ، لو رأيتم خيبر وحصونها ورجالها ، لرجعتم قبل أن تصلوا إليهم . حصون شامخات في ذرى الجبال ، والماء فيها واتن، إن بخيبر لالف دارع ، ما كانت أسد وغطفان يمتنعون من العرب قاطبة إلا بهم ، فأنتم تطيقون خيبر ؟ ) (1).
أما الاعلام الاسلامي في المدينة فكان يرد منطلقا من الثقة بالله ، والاصرار على الجهاد : أن خيبر (قد وعدها الله نبيه أن يغنمه إياها) (2)، ولا محيص من الغزو والنصر ، فذلك وعد الله الحق .
وجمع رسول الله (ص) جيشه وعزيمته ، وتكتم على مسيره ، وسلك طرقا تحفظ سرية تحركه، معتمدا على أدلاء لتشخيص الطريق ، فلم يشعروا إلا وجيش المسلمين قد نزل بساحتهم ليلا .
وحين فوجئوا بقوات المسلمين ، اجتمع قادتهم وذوو الرأي فيهم لاعداد خطة المواجهة ، وصد الهجوم عن حصونهم ، وبدأ الهجوم على الحصون بإرسال رسول الله (ص) أبا بكر (فرجع ولم يك فتح وقد جهد) .(3)
قال الطبري: «أعطي رسول الفله (ص) اللواء عمر بن الخطاب ونهض معه من الناس فلقوا أهل خيبر فانكشف عمر وأصحابه، فرجعوا إلى رسول الله (ص) يجبنه أصحابه ويجبنهم، فقال رسول الله (ص): لأعطين الراية، غدا رجلا يجب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله - وفي
رواية بان هشام - يفتح الله على يديه ليس بقرار، فلما كان من الغد تطاول لها أبو بكر وعمر
Page 44