123

وسارت جحافل الجهاد يقودها رسول الله (ص) ويحثها الايمان على مواجهة الشرك والطغيان ، رغم التفوق في العدد والعدة ، غير أن المندسين وعناصر النفاق تحركت داخل الجيش الاسلامي ، بقيادة عبد الله بن ابي بن سلول ، لتوجيه طعنة للمسلمين وإحداث هزيمة نفسية في أوساطهم ، فانسحبوا جميعا قبل الوصول إلى ساحة المعركة ، وكان عددهم ثلاثمائة منافق ، فواصل رسول الله (ص) مسيرة الجهاد والعزم على منازلة العدو بسبعمائة مقاتل ، الذين أضحى عددهم أقل من ربع قوات العدو .

(22)

وبدأت المعركة

التقى الفريقان عند جبل احد ، ووضع رسول الله (ص) خارطة المعركة ، وحدد مواقع جيشه ، فوضع الرماة عند رأس الشعب ، وكان عددهم خمسين مقاتلا ، ليوفر حماية خلفية للجيش الاسلامي ، وليمطر العدو بوابل السهام ، فأوصاهم بعدم ترك مواقعهم، وشدد عليهم في ذلك ، لئلا تفتح ثغرة في انتشار القوات فيتسلل منها العدو .

وبدأت المعركة، وكان النصر حليف المسلمين، فاستولت قواتهم على ساحة المعركة، وانهزم العدو ، وحازوا مغانم كثيرة .

إستهوت الغنائم النفوس ، فترك الرماة مواقعهم واندفعوا نحو الغنائم ، غير أن قائدهم رفض أن يترك موقعه ، وحاول أن يقنع قواته بالبقاء في مواقعهم ، وذكرهم بأوامر رسول الله (ص) بعدم ترك المواقع ، فلم يفلح .

لقد أحدث ترك الرماة مواقعهم ثغرة في صفوف المجاهدين فاستغلها خالد بن الوليد ، قائد المشركين آنذاك ، فالتف على قوات المجاهدين من خلفهم ، فتسبب هذا الهجوم بانكسار الجيش الاسلامي وبعثرته وانهزامه .

فلم يبق مع الرسول (ص) غير حمزة بن عبد المطلب ، ومصعب بن عمير ، وعلي ابن أبي طالب ، وقليل من أصحابه .

وكانت الخسارة فادحة، والهزيمة كبيرة - عندما خسر المسلمون حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير .

Page 31