Sirat Rasul Allah
سيرة رسول الله
Genres
وحقق المسلمون في تلك المعركة مكاسب عسكرية وعقائدية وإعلامية كبيرة ساهمت في خدمة الاسلام وتثبيت أركانه ، وتحقيق نقلة نوعية كبرى في مجمل الاحداث في الجزيرة العربية وبرز لعلي بن أبي طالب (ع) في هذه المعركة دور فعال وظهرت شجاعته المتميزة
(18)
بين صفوف المسلمين حيث كان قد قتل نصف قتلى المشركين وشارك في قتل النصف الآخر. (1)
غزوة بني قينقاع
منذ أن دخل الرسول الهادي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة المنورة شعر - بحكمته وبالتوجيه الالهي الذي كان يتلقاه - بخطر اليهود ، وما يمكن أن يقوم به هؤلاء الاعداء من محاربة وعدوان على الدعوة والدولة والرسالة .
ولكي يقيم الحجة عليهم ، ويشل النشاط التخريبي الذي يمكن أن يقوموا به ، قام (ص) بإبرام معاهدة مع يهود بني قريظة وبني قينقاع وبني النضير، على أن لا يحاربوه، ولا يعينوا أحدا على حربه ، لتجميد هذه الجبهة ، وتوفير المجال أمام حركة الدعوة والدولة وانطلاقتها في العالم .
كان اليهود يشكلون قطاعا مهما في مجتمع المدينة ، وقد تمرسوا على التخريب وإثارة الفتن والتجسس، ولديهم ثروة مالية هائلة اكتسبوها من تجارة الذهب والفضة، وأعمال الصياغة ، كما كان لديهم قرى زراعية غنية ، ويملكون تأريخا حضاريا وتراثا دينيا يمكنهم - رغم تحريفهم له ، وإدخالهم الخرافات والاساطير عليه - من المقاومة أكثر مما يمكن الفكر الوثني أتباعه من ذلك .
شعر يهود بني قينقاع بالخوف من قوة الاسلام، وتعاظم قدرة المسلمين العسكرية، بعد النصر الذي حققوه في معركة بدر الكبرى ، مما دعاهم إلى نبذ العهد ، وإلغاء المعاهدة ، فكانوا بذلك أول قبائل اليهود التي نقضت العهد مع رسول الله (ص) .
ويهود بني قينقاع كانوا صاغة يعملون في صياغة الذهب والمتاجرة به .
Page 26