103

(7) ذكر المفسرون أن هاتين الآيتين نزلتا في زعيم النفاق عبد الله بن أبي بن سلول وكان سبب النزول أن رسول الله (ص) غزا بني المصطلق(1) فنصره الله عليهم وأظفره بهم ، وكانت المعركة قد وقعت قرب بئر تسمى (المريسيع) وحول هذه البئر ازدحم الناس ليستقوا منها ، فتزاحم على الماء أجير لعمر بن الخطاب ، اسمه جهجاه ابن سعيد من بني غفار مع رجل اسمه سنان الجهني من الخزرج ، فاقتتلا فأعان رجل من المهاجرين واسمه (جعال) جهجاه على الآنصاري ، فاستغل عبد الله بن أبي بن سلول الفرصة ، وتدخل لاشعال نار الفتنة وإحداث الفرقة والخلاف في صفوف المهاجرين والانصار ، ولما اشتد الجدل بينه وبين جعال ، قال : «قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا ، والله ما مثلنا ومثلهم إلا كما قال القائل سمن كلبك يأكلك ، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل يعني بالاعز نفسه وبالاذل رسول الله (ص) ، ثم أقبل على من حضره من قومه فقال : هذا ما فعلتم بأنفسكم ، أحللتموهم بلادكم ، وقاسمتموهم أموالكم ، أما والله لو أمسكتم عن جعال وذويه فضل الطعام، لم يركبوا رقابكم ، ولا وشكوا أن يتحولوا من بلادكم ، ويلحقوا بعشائرهم ومواليهم»(2).

وهكذا تصور لنا هذه الحادثة الدور التخريبي والتحريض الخبيث على فرض الحصار الاقتصادي على المهاجرين وشق الصف الاسلامي .

4 المؤسسة الضرارية والتنسيق مع دولة الروم :

وفي مورد آخر يتحدث القرآن عن النشاط السياسي والتآمري للمنافقين، النشاط الذي حاولوا التستر عليه وإخراجه بصيغة مشروع خيري عبادي .

Page 11