Sirat Muluk Tabacina
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Genres
ورغم كل محاولات زرقاء اليمامة وثلة لا تذكر من فرسانها ووصيفاتها من النساء، في التصدي والمقاومة لجيش الملك حسان العارم، إلا أن الهزيمة كانت من نصيبهم.
فماذا تجدي مجرد كتيبة في مواجهة جيش غاز متكامل البنيان؟
إلا أن مقاومة زرقاء اليمامة ورجالها أفزعت التبع حسان ذاته في تلك الليلة الحالكة الظلمة، لدرجة دفعت به إلى البحث بنفسه عن مصدر تلك المقاومة الخطرة، برغم كل ما اتخذه من احتياطات سرية، إلى أن تصدى لها بنفسه وصولا إلى أن أوقعها جريحة تنزف وهي لا تزال تقذفه بأشنع سبابها، تحت سنابك خيله المدججة.
ولكم كانت دهشة الملك الغازي حسان اليماني الكبرى وهو يرنو إليها من أعلى هامة جواده، ليتعرف عليها في لباس الحرب. - امرأة؟! - أجل امرأة، أيها المتآمر، المدجج بالليل والأشجار.
ضحك التبع حسان طويلا، إلى أن استلقى على قفاه. - لم أضحك منذ زمن! - غدا تضحكك الأيام والليالي أكثر فأكثر يا حسان.
وحين حاول جنوده الاعتداء على زرقاء اليمامة والإجهاز عليها منعهم بنفسه: دعوها فهي حليلتي!
فما كان من زرقاء اليمامة إلا أن زحفت إلى أن قاربته، بعد أن راقت في عينيه نظرا إلى جمالها الباهر وذكائها المتوقد، وذلك التحدي البديع الذي يغطي ملامحها وخلجاتها.
حتى إذا ما حاول التقرب منها، طعنته بخنجرها إلى حد جرحه ونزف دمه.
عندئذ عملت سيوف حرسه وفرسانه في جسدها إلى أن قضت الزرقاء نحبها على تراب مدينتها اليمامة ترويه بدمها.
وجاء انتصار حسان اليماني الساحق على اليمامة المطلي بالخديعة والغدر، وبالتالي كسر شوكة «جديس» على طول جزيرة العرب، مجرد فاتحة طريق لشهيته المتعطشة للدماء والتفوق على الآخرين، ومن ثم الحفاظ على سلطة أسلافه «التباعنة».
Unknown page