Sirat Muluk Tabacina
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Genres
مما دفع بسيف بن ذي يزن، إلى إجراء أكثر من زيارة - سرية - إلى جزيرة العرب، مبصرا بأخطار الفتنة الجديدة ذاكرا ومشيرا إلى أن: الخطر على العرب وبلدانهم وأقوامهم واحد، ولا مهرب منه.
وأنهى زيارته للجزيرة العربية، واعدا بعدم التخلي عن موطن التباعنة.
إلا أنه ما إن عاد إلى مصر، حتى صدمته الأخبار الجديدة بانقضاء أجل قائده المقرب «الميمون» في غيبته، فبكاه طويلا.
ومن فوره أرسل برسله ليخبر زوجته ورفيقة صباه «شامة» بالنبأ الفادح، خاصة وهو يعرف مدى تعلقها وتبجيلها لذلك القائد الأفريقي نصير العرب. - الميمون، الطيب الذكر.
الفصل الثامن والعشرون
الرحيل إلى مصر العدية
جاء موت القائد الأفريقي «الميمون» القريب من الملك سيف فاجعا له عقب زيارته لليمن والجنوب العربي؛ لإخماد لهيب الفتنة التي نشرها الفرس في ربوع جزيرة العرب مطالبين بتخلي التبع عن مصر، والعودة لعاصمته موطن التباعنة في اليمن، بما ييسر لهم - أي الفرس المجوس - إعادة اجتياحها.
وكان أول ما تبادر إلى ذهن الملك سيف هو زوجته ورفيقة صباه وكفاحه «شامة» ومدى فداحة وثقل الخبر عليها حين تصلها مكاتيبه ورسله، وهي التي كانت قد اتخذت من الميمون أبا وكبيرا لقادة جيشها، عقب افتقادها لوالدها الذي صلبه «سيف أرعد» معلقا على أشجار إثيوبيا لتنهشه جوارح الطير، وهو ما تحقق بالنسبة إلى شامة حين وصلها النبأ، فشقت ثيابها حسرة، واتشحت بأردية الحزن السوداء، وتقبلت العزاء في أميرها «الميمون» بقصرها، وهي تعد العدة للسفر إلى ديار مصر العدية، بعدما غلبها التشوق الجارف لرؤية الملك سيف والسؤال عن ابنهما البكر «دمر» وعزاء ورعاية أسرة «الميمون».
حتى إذا ما حان صباح يوم الرحيل إلى مصر حسب رغبة الملك التبع سيف، أرسل من فوره بسفينته البحرية الملأى بأخلص حرسه إلى أقرب مواني بلاد الحبشة لتقلع منها بشامة إلى مصر العليا.
حتى إذا ما وصلت شامة بركبها - البري - من بلدها إلى ذلك الميناء الحبشي وجدت في استقبالها «مقلقل» الأصغر ملك الأحباش الجديد الذي عينه الملك سيف اليزن عقب دخوله إثيوبيا؛ ليخلف والده سيف أرعد الذي سبق أن قطع سيف بن ذي يزن عنقه بيمينه.
Unknown page