============================================================
واخذه واجلسه على الدكان ووقف يين يديه وقال له ياسيدي انت على بن الوراقة فقال له نعم انا يا هذا وانت من تكون فقال له الريات انا خادم والدك ومتربى فى نممته وها انا البهلول سايس وكاب أبيك فاخبر ني يا سيدى ماذا جرى عليك فقال له اعلم اني بعد السعد افتقرت وبعد الضى انكسرت واعترانى ما اعترافي من العنا بعد هزى والغتا وقد ذهبت متاجرى البعض فى البحار والبعض في البرارى والقفار وقد رضيت بالقضاء والقدر من الملك الحبار والحمد على كل حال ولا ينبغى ذكر ما قد مضي فلقد فات وانقضى قال الراوى فلما سمع البهلول الزيات ذلك الحكايات اخذته الحمية وحكي على ماجرى له بالكلية وقال له ياسيدى والله الذى لا اله غيره ما خدمت سواكم ابدا ولكن هذا تقدير رب الارض والسماء ثم ان الريات نهض على الاقدام واخذ قصعة كبيرة من الدكان واتى بماية خبز حامية وبسهم فى ذلك القصعة من السمن البقرى وعسل النحل الابيض المفتح وقال له يا سيدى خذهذه القصعة وسربها الى الهار واطعم منها العيال الصغار فاذا فرغت تأنى الى عندى وتأخذ ما تريد من يدى فقال له جزاك الله يا اخى كل الخير وكفاك كل هم وضير نم انه حمله القصعة وناوله في يده ورقة فيها ستين فضة وباس الزيات يد علي وقبله على ما جرى عليه فهذا ما كان من اصهالبهلول الزيات (قال الراوي) واما ما كان من هلي بن الوراقة فانه سار بذلك القصعة وقد اخذته الفرحة ولم يزل سائرا الى عند السليمانية بينما هو كذلك اذ دأى رجلا جالسا تحت السبيل وهو يقول طالب من الله ومن رزق الله ومن خير الله قصعة بسيسة يكون فيها ماية خبز حامية وعليها السمن والعسل والدى يأتينى بها يعطينى ستين فضة وأجره بعد ذلك على الله رب العزة والقدرة فلما صمع المقدم على ذلك الكلام قال فى تفسه ان هذه الاشياء التى ذكرها هذا الرجل المسكين لم يوجد أحد حاملها غيرى من الناس
Page 95