============================================================
المغارة فوجد فيه باب من الحجر وفى وسطه حلقة من الحجر فقبض على تلك الحلقة بقصد القرجة عليها فلما رفعها بيده و تأملها بنظيه وقد تركها بعد ذلك فسقطت من يده وقد ضربت الباب فكان لها دوى مثل دوي البحر فى الاذان فلم يشعر الامير بييرس حتى تصايحت الخدام من داخل المكان وقالوامن الضارب لهذا الباب من غير اذن الاصحاب شلت يداك وشمتت فيك أعداك فمن آنت ياولد الونا حتي طرقت كنوز الكهنا ارجع أيها الضارب لئلا تحل بك المصائب واعلم ان هذا المكان ما لاحد عليه سبيل من جميع الانام الاغلام يقال له محمود المجمى الخوارقي الدمشقى فهو الذى معدودله الدخول وحصول المأمول والقبول قال الراوي فلما سمع بببرس ذلك صاح أنا صاحب هذا الحسب والنسب من دون الاعاجم والعرب فبادأه الخادم من داخل ذلك المكانادخل لا بأس عليك (ياسادة) قد دخل الامير بيبرس وقدافتح له الباب وفهم كل الخطاب فلما صار من داخله رأى شخصا راقد علي ككاهله وهو على سرير من الذهب الاحمر يكاد أن بأخذ البصر ثم رآي من حواليه اربع خدام كل واحدمنهم كانه الاسد الضرفام فلما رأى هؤلاء الاقوام أهداه الملك العلام فبسط يديه وقرأ الفاتحة وأهداها الى روح النبى صلى الله عليه وسلم ثم الى روح خادمين الكنز ان كانوا مؤمنين (قال الراوي) فماتم القراءة حتى تحرك الخديم وقام على الافدام وقال له انت بيبرس قال نعم قال له انت محمود المجمي الدمشقى ابن السيدة من ارض خوارزم العجم قال له نعم فقال له آنت صاحب الامارة وقد دلت عليك الاشارة لانك موعود بنا ونحن موعودون بك في هذه الساعة وان لك عندنا حاجة وبضاعة ولنا عندك صناعة فماهذا الذي بيدك قال له هذا سردست عجمي قد أخذته من رجل رفضي ذمي فحدثه بالقصة من أولها الى آخرها وكشف له عن باطنها وظاهرها فقال له أنت صاحب القدر العالى والكوكب المتعالى ولكن 18
Page 159