256

Sirat Amir Hamza

Genres

أكبر أمرائكم مع الذي تجاسر على سبيها وأن تدفعوا إلي الأموال والأنعام التي اتيتم بها وجمعتموها من سائر البلاد ومن بعد ذلك تتفرقون وكل أمير منكم يذهب إلى بلاده وهو عالم أنه في قبضة الفرس وأنه من عمالهم وإذا اقتضت الحاجة. الى خدمتهم أسرعت في الخال فإذا فعلتم ذلك عفوت عنكم وتركت ذنبكم حيث ان الذي كان قد جمعكم قد قتل ولقي شر عمله وصادف جزاء عناده وكبره وإذا امتنعتم زحفت عليكم بهذا اليش العظيم وبددتكم كل مبدد وخربت هذا البيت الذي تكرمونه وتحجون اليه وتعظمونه ويكون قد جاء يوم العرب الآخير وحل زمن انقراضهم والسلام 0.

ثم إنه دعا احد حجابه وأعطاه الكتاب وأوصاه أن يأتي بالجواب في الخال فسار حتى جاء مكة ودتخل على الأمراء وهم مجتمعون عند الأمير ابراهيم أبي حمزة وفي صدر الديوان فخر الأمة العربية وسيد الكلمة البدوية ومذل أصحاب البسالة والشجاعة ورافع علم المجد على أهل البداوة والحضارة الأمير حمزة صاحب هذه القصة فل) رآه الرسول وقف مبهوتا ينظر هل هو نفسه أو آخر يشبهه فادرك عمر العيار غايته وللحال قال له تقدم أيها العجمي وقبل يد أميرنا وسيدنا حمزة العرب كي تنال إنعامه وتحظي بالإقبال منه وإذا كنت تحمل له كتابا أو كلاما فابده في الحال فتقدم الرسول وسلم وخدم بين يدي حمزة ثم دفع الكتاب اليه فرأه باسم الملك النعمان فسأله أن يقرأه علنا فقرأه حرفا بحرف فتأكد الجميع ان في ظن كسرى وقومه أن أميرهم قد قتل وهذا الذي حملهم عن المجيء في اثارهم وجعلهم يطمعون بالعرب وبقي الجميع سكوتا ينتظرون ما يقوله الأمير حمزة إلى أن قال للرسول إن العرب قوم اعتادوا السعي خلف الفخار وشن الغارات وركوب الأخطار ولا يرضون الذل والطاعة بعد أن تسنى هم ان يرفعوا ثقل نير الأعجاب ويحرروا أنفسهم من ظلمكم وظلم ملككم ووزيره بختك اخائن الغدار ولذلك أريد أن أفهمكم أني أنا الأمير حمزة قد عادت إلي قواي وشفي الحرح الذي غدرني به زوبين الخائن الغدار ولابد لي من الانتقام منه ومن ملككم وأصحابه قال اكتب لي الجواب يا سيدي بحسب ما أردت فاني أمرت به قال له ان لا جواب عندنا غير الخرب والطعان فبلغه ذلك شفاها ولك أنت الإكرام ثم أمر ان يدفع إلى الرسول ألف دينار .

فأخذها وعاد فرحا مسرورا حتى وصل إلى بين يدي مولاه وقال له إن العرب يا سيدي بحالة فرح ومسرة لأن الأمير حمزة قد عاد إلى حاله وهو أفاد ما هنو كذا وكذا وأعاد ' عليه كل .ما سمعه منه وما رأه . فلما سمع كسرى ذلك: تكدر وشعر أن الأرض قد انطبقت على رأسه من الأربع جهات وأطرق إلى الأرض من شدة غيظه وأما بختك فإنه انفطرت مرارته ولو لم يكن مرتابا بهذا الامر لوقع ميتا إلى الأرض من جراء وقوع هذا الخبر بغتة عليه غير أنه لم يصدقه ولذلك أراد أن يفرج عن قلب كسرى بعض كدره فقال

5

Unknown page