240

Sirat Amir Hamza

Genres

غاب صوابه واندهش وقال للأمير من الآن لا أخالف أمرك إذا وليتني من الجميل ما لا يقدر فقد رفعتئي من حضيض الانحطاط إلى أوج المجد والسعادة وقدمتني في عالم الحياة التملك على بلاد كمصر بعد أن كنت نوتيا من عالم الخدمة والعبيد . فمدحه حمزة على قوله ومن ذلك الوقت قرب منه رجال مصر ورفعه ملكا عليهم وأمر أن ينادي في كل المدينة بأن الملك عليهم اسمندار وكتب إلى سائر النواحي والأقضية أن تأتوا لخدمته ويعرفوه منذ ذلك الحين الحاكم عليهم فتقاطرت القضاة والعمال وراق الخال في بلاد مصر كان لم يكن وقع بها شيء ثم أمر حمزة اسمندار ان يسعى في جمع الأموال والاخرجة المطلوبة منها عن سبع سنوات فأجاب طلبه وكتب إلى كامل الجهات يجيب طلب الأمير .

قال وأقام العرب في بلاد مصر إلى أن كان ذات يوم وهم جالسون في صيوان الملك النعمان خارج المدينة وإذا برسول دخل على الأمير حمزة وقبل الأرض بين يديه وقال له اعلم ' يا سيدي إني من -مدينة حلب من خدام نصير صاحبها وقد جئت منه إليك لأخبرك بأن كسرى منذ وصول خبر أعمالكم في عواصمه وإخراج بعض البلاد عليه سعى بجمع الجيوش ليبادركم بالقتال حين رجوعكم حتى امتلأت المدائن وكل سهوها ووعورها فلا يعرف عدد العساكر ولذلك أراد أن يوصل هذا الخبر إليك لتكون على بصيرة ولا تؤخذ بغتة وتعرف أن كسرى عدوك وأنه لم يعد في نيته ؤلا ذرة من السلام والأمان . فلها سمع حمزة هذا الكلام اسودت الدنيا في عينيه وقال هذا الذي أريده وأطلبه وسوف يعلم من منا يكون الرابح ومن الخاسر وإني واثق بالله أن يساعدني عليه وعلى وزيره بختك ولو جمع ألوفا وألوف وألوف ومئات ألوف من الأبطال . ثم التفت إلى الملك النعمان وقال له أسألك يا سيدي أن تأمر العزب بالرحيل على أعقابها من حيث أتت فقد كفى ما جمعنا من الأموال لنرى ما يكون من أمر الأعجام ولا بد لي من أن أنل هذا العرش وأهدم ذاك الإيوان وأجعل بلاد الفرس قاعا صفصفا . فأجابه إلى طلبه وأوصى بين طوائف العرب أن مرادهم الرجوع إلى المدائن فليستعد كل واحد للرحيل بعد أيام قليلة ثم أن اسمندار قدم إلى الأمير حمرة ما طلبه منه وكان ما يسد به السهول والوعور فقبض الكل وضمه إلى ما معه من. الأموال وأعلن غايته الركوب في صباح اليوم التالي فتهيأت الأبطال والرجال ورفعت الأحمال على ظهور البغال وما مضى إلا القليل من الوقت حتى أقفرت تلك الأرض من العرب ومن خالطهم وساروا عائدين على طريق قويم يقصدون المدائن وهكذا قد انتهت سياحة الأمير حمزة وجباية الأخرجة وقد جمع إليه من الذهب والفضة والنوق والجمال والأحمال الثقال ما لا يضبطه قلم كاتب ولا يحصيه فكر حاسب .

وما برح في طريقه مدة شهور وأيام حتى وصل إلى مدينة حلب وعرف بقدومه الملك

رح

Unknown page