Sirat Amir Hamza

Anonymous d. 650 AH
225

Sirat Amir Hamza

Genres

قال ودام الخال على مثل هذا المنوال إلى أن أقبل الظلام فدقت طبول الانفصال ورجع القومان في الخال بعد أن امتلأت السهول من القتى وتغطى وجه الأرض من الأدمية وامتزج التراب بالأجساد وجعل دقيقه بالدماء وعاد غيتشم وهو ببدر كما تهدر فحول امال واجتمع إلى سكاما وورقا وقال لما أريد أن أعرف كم فارس فقد منا اليوم لأني فعلت بالأعداء أفعالا لا ينسوها إلى يوم الحشر فقالوا إننا نحمدك على فعلك فقد شاهدناك وأنت تطعن في الصدور وتخترق الأعداء فتنفر من بين يديك كأنك الأسد الكاسر غير أن في الأعداء أبطال كثيرة فقد فعلت في رجالنا كفعلك وفيا هم على مثل ذلك إذ جاءهم أحد القواد وأخبرهم أن عدد المقتولين 40 ألفا فتكدر غيتشم الكدر الزائد وقال لم يكن بظني أن بالعرب من يقدر على قتل فارس من فرساننا ولا سيا إنني أحميهم وحيث الحال كذلك فسوف في الغد أهجم على الأبطال المشهورين فأميتهم شر ميتة وأذلهم وبعد ذلك أهلك الباقين . وأما العرب فانهم اجتمعوا في صيوان الملك النعمان وهم عالمون بأهم انتتصروا بعض النصر غير أنهم تكدروا عندما رأوا أنه قتل من عسكرهم ما يقرب العشرة آلاف فارس وقالوا إن الأمير حمزة إذا قدر الله له العود إلينا سالما لا بد أن يلومنا على ذلك وما فعل هذا الفعل وقتل أكثر المقتولين إلا غيتشم فقال أندهوق إن في الغد ألاقيه وأوصي كل واحد من الأبطال أن يترقبه "فمن وقع به يقتله وسأجعل القتال في اليوم الثاني بخلاف نسق اليوم فيجب أن يقوم على كل فرقة من العساكر فارس من الفرسان ليدافع عنها ويحميها فاتفقوا على مثل هذا وتفرقوا إلى خيامهم ليناموا براحة إلى اليوم التالي وأما الأمير عمر فانه كان في ذاك الغهبار حاول كل المحاولة أن يلتقي بغيتشم فلم يتسهل له وكان جال غايته أن يرى سكاما وورقا في الميدان فيأسرهما أو يأسر أحدهما فلم يشأ الله له ذلك لأنهما لم يباشرا حربا فصبر لإجراء ما في نفسه .

وبات الفريقان يتحارسان إلى صباح اليوم الثان فاصطف الصفان وترتب الفريقان ولما وقعت العين على العين صاح كلا العسكرين وناديا وتقدما وحملا وهجم| وبربرا ودمدما واضطربا واصطدما وكان لما يوم كثير ال حول أشد من اليوم الأول هولا وأكثره جرحا وقثلا وما جاء مساؤه حتى زهقت نفوس الأبطال ومنت الرجوع والانفصال وتاخرت عساكر.

المصريين إلى الوراء وقد لحق بها التعب والعناء ووقع بها النقص والفناء فزاد كدر سكاما وورقا وملك دمياط وقال الأخير إني وحق أبيس العجل الكبير إذا تقاعدت عن مبارزة فرسان العرب ثلاثة أيام أخر هلك كل ما معنا من العسكر ومن الصواب أن أتنازل في الغد إلى المبارزة فأصطاد كل من تحدثه نفسه بالنزال إلي وفي الأخير أهجم على ما بقي منهم فأبددهم وبذلك نكون قد أحسنا التدبير وفعلنا فعل الرجل الخبير فقالا له إذا ما فعلت ذلك فبعد الغد ندخل المدينة ونقفل الأبواب ونحاصر داخلها فقال كونا براحة

784

Unknown page