فأعجب هذا الأمر الأمير حمزة وشكر اسطفانوس وسمح لرجاله بأجمعهم أن يدخلوا المديئة .
ويتفرجوا عليها وأوصاهم بأن يحفظوا الآداب ويسلكوا مسلك الحخشمة وعند المساء يعودون إلى مراكزهم فكادوا يطيرون من الفرح واندفعوا أفواجا إلى أبواب المدينة . وكان الملك اسطفانوس قد حضر إلى باب المدينة ومعه جماعة من القواد والأعيان فقسم عليهم رجال العرب وأوصاهم أن يطوفوا بهم في أزقة المدينة ومنتزهاتها وأن يطعموهم ويضيفوهم ويجروا معهم كل إكرام: وتبجيل ولا يقللوا عن ضيافتهم وأخذ هو الأمير حمزة وجماعته وذهب بهم إلى ضواحي المدينة وأكليها حيث كان قد أعد طم وليمة هناك فخرجوا معه وطافوا في تلك النواحي وتوغل الأمير حمزة في البراري فاصطاد شيئا كثيرا من الوحوش والأرانب وجاء بها للطعام وصرفوا ذاك النهار من أحسن الأيام التتى مرت على الأمير حمزة والعرب وعد المساء.
عادوا إلى المعسكر فرأوا رجاهم لقد لفوا وعادوا من المدينة بعد أن لاقوا فيها ما أدهشهم وحيرهم ونام العرب في تلك الليلة وني نية الأمير حمزة أنهم في اليوم التالي يستعدون للسفر ويقبضون الأموال من الملك اسطفانوس ملك البلد ويسيرون به إلى حيث يقصدون ولا كان الصباح بض الأمير من فراشه وإذا به يرى الأحمال خارجة من أبواب المدينة على ظهور الرجال وقد أتوا بها إلى بين يديه وصرفوا قسما كبيرا من المبار على مثل هذا العمل حتى انبهر من كثرة الأموال ومن عظم ما شاهد فكان اسطفانوس قد اختار أن يأخذ معه كل ما في المدينة من التحف والذحائر والذهب والجواهر ليجعلها في خدمة الأمير حمزة يستعين بها على ١ .
حياته واحتياجه هذه فضلا عن الأموال المضروبة عليه أي التي هي الأخرجة التي يجمعها عن سبع سنوات تحت اسم الملك كسرى . 000 وبعد أن فرغ اسطفانوس من ذلك أقام حاكا على المديئة من قبله كان يعتقد به اللياقة والآداب وأوصاه أن يكون على العدل والحلم وأن لا يراعي جانب أحد بل يقصد مرضة الله سبحانه وتعالى وحقوق الرعية وبالاختصار أنه خترج من المديئة وخرج لوداعه أهل مملكته برمتهم وهم يتأسفون على فراقه ويبكون لبعاده لأنه كان عبوبا منهم جدا من ثم أقلعت العرب عن تلك الأرض والعكفت راجعة إلى الوراء وقد تبع اسطفانوس قوم كثير من ررجاله وأعيانة وقسم كبير من عساكره حتى كاد يضيق بهم الفضاء وبقوا في مسيرهم مدة أيام حتى عادوا إلى حلب فتلقاهم الأمير نصير وأضافهم مدة ثلاثة أيام وقد تعجب من حسن حظ الأمير حمزة وسعادته من كثرة الأموال التى جاء بها . وبعد ذلك رحلت العرب من هناك طالبة بلاد اليونان لأنها من جملة البلدان التي عدها كسرى وكان له في المقدمة عمر العيار وهو سائر أمام المتميع يأخذ بهم أقرب الطرقات وما برحوا على مثل هذا السير حتى قاربوا بلاد اليونان وكان الحاكم على تلك البلاد ملك اسمه اسطون اليوناني فلم] سمع بقدوم العرب إليه وكان قد وصلت إليه كتابة الملكث كسرى وجرى على قلبه ما جرى على غيره من محبة الأمير كل
Unknown page