Sīrat Aḥmad Ibn Ṭūlūn
سيرة أحمد ابن طولون
Genres
وكان من أحسن الصوفية فقال : لا تتخلفعن جنازة هذا الرجل فقلت له : ومافي ذاك من الفائدة * فقال لي : كل الفائدة . قلت: ماهفي * قال : ترى انحلال ماعقدته الدنيا من الامور الجسيمة وتبدده فيهون عليك ماعاصاك منهاء ويزول عنك التهيب لما الساق منها ويصغر في عينك ما اكتنزه المغرور ورحل عنه ، وتعلم أن جميع أحوالها إلى زوال . فقلت : نعم صدقت.
ومضيت فرأيت جمعا عظيما هائلا ، وحالا كبيرة تعجز الصفة عن ذكرهاء حتى ظننت أنه ما بقي فيالبلد آحد من رجل ولا امراة وكلة فرقشتى ، كل فرقة على حدتها رجالا ونساء ،فتأملتفإيذا كل صنف من غلمانه أيضا فرقا ،وقواده فرقا ، وكتابه فرقا وسائر أصحابه ومن يلوذ به ويخدمه فرقا فرقا ، ومن كان فضله عليه وجراياته وصدقاته فرقا فرقا . وقد تميز أيضا النساء من حاشيته وهن أيضا فرق فرق : حرمه منفرد في خلق عظيم ، لا يخالطهن احد من حشمهن، وحشمهن ناحية لا يخالطهن غيرهن ، ونساء قواده ، ونساء غلمانه ، ونساءكتابه ونساء أصحابه ، كل صنف منهن على حدة لا يخالطهن غيرهن ، ونساء القطائع فرق فرق ، وكل الجماعة عليهم من الكآبة أمر عظيم ، وكل منهم مسلم لامر الله عز وجل ثم أقبل من النساء السودانيات اللائي كانفضله عليهن ، وجراياته القمح والدراهم في كل شهر ، خلق عظيم لايحصيه [ ولا] يقوم بمعرفة
Unknown page