ووجه بمن أحضر صاحبه والمختار بالناحية ، وابن دشومة كالمعتقل حتى جمع بينهما وبين الشيخ ، وذ كرما جرى عليه ، فحطوا عنه ما كانوا يطالبونه به ، وأسقطوا عنه ما شكاه من الغبن عليه ، وبلغواله فوق ما يحبه، وأحمد بن طولون يطالعهم برسله من حيث لا يعلمون ، حتى عرف جميع ما جرى بينهم وبينه ، واقبل في خلال ذلك ينفذ إلى ابن دشومة خادما بعد خادم يقول له : انصف الشيخ ، ابلغ له فوق ما يحبه ، ويكدهم في الفراغ من أمره ، ويغرفهم أن مقامه بالجيزة بسببه ، إلى أن ينصف فيعود إلى الفسطاط ،فلما فرغوا من أمر الرجل دخل إليه ابن دشومة فعرفه آنه قد بلغ له ما أحب ، فامر بإحضاره فلما حضر قال لابن دشومة : اشرح لي قصته وكيف ظلم ، وما عملت في أمره ، فكان ابن دشومة يعيد عليه أمره ، وهو ير عد خوفا من بادرة تلحقه منه ، والشيخ واقف يسمع كل ما يجري في آمره فلما فرغ من شرح ذلك قال له : ياشيخ الامر كما حكى قال : نعم أيها الامير، جعل الله عليك واقية ، وسترك في الدنيا والاخرة فلما سمع ابن طولون قوله "والآخرة" بكى وخر ساجدا لله ، شم قال له : زال عنك ما كرهت ، وبلغت ما أحببت * قال : نعم أيها الأمير أحسن الله إليك كما أحسنت إلي ، فقال نماشاء الله فعل بك ، ذاك بمنه وكرمه .فقال له : كم عمارتك *(1) قال:خمسون
Unknown page