ظنه قدر أن ذلك لمكروه أراده النصراني به ، فأمر به وشق عنه وضربه خمسمائة سوط وأمر به إلى المطبق . وكان المسكين يتوقع الجائزة فاتفق له اتفاق سوء . وانصرف أحمد بن طولون واقام النصراني في المطبق إلى آن أراد أحمد بن طولون بناء الجامع ل فقدر له ثلاثمائة عمود، وقيل لهتما تجدها أو تنفذ إلى الكينائس في الا رياف و في الضياع الخراب ، فتحمل إليك ، فأنكره ولم يختره ، وتعذب قلبه بالفكر في أمره ، وبلغ النصراني وهو في المطبق الخبر فكتب إليه يقول : أنا أبنيه للامير ، أيده الله ، كما يحب ويختار ، بلا عمود إلا عمودي القبلة . واحضره فادخل إليه ، وقد طال شعره حتى سقط اعلى وجهه ، فقال له : ما تقول ويحك في بناء الجامع * فقال له : أنا اصوره للأمير حتي يراه عيانا . بلا عمود إلا عمودي القبلة . فأمر بان تحضر له الجلود . فاحضرت ، وصوره له فاعجب به واستحسنه فاطلقه وخلع عليه ، وآطلق له النفقة عليه مائة آلف دينار ، فقال له : انفق وما احتجت إليه بعد ذلك آطلقناه لك . فوضع النصراي يد في البناء في الموضع الذي هو فيه وهو جبل يشكر . فكان ينشر منه ويسطح ويعمله جيرا ويبني إلى آن فرغ من جميعه وبيضه وخلقه وفرش فيه الحصر ، وعلق القناديل والسلاسل الطوال الغلاظ الحسان
Unknown page