88

Sirat Abi Tayr

سيرة أبي طير

أيها الناس، اعلموا أنه لا بد من سؤالكم عن أعماركم فيم أبليتموها، وعن أموالكم فيم أنفقتموها، فلا تغركم الأهواء الكاذبة، ولا تصدقنكم الظنون الخائنة، واحذروا أن يلهيكم ترادف النعم عن تذكر النقم، وطمأنينة السلامة عن بغتة يوم القيامة، أخذ الله بأيديكم إلى مراشد الأمور، ورزقنا وإياكم التحري ليوم النشور.

عباد الله اعلموا أني لما رأيت الدين قد تنكرت رسومه، وجهل معلومه، وعدم ناصره وقل مؤازه، وأهل الدين الحنيف استضعفوا في الأرض يخافون أن يتخطفهم الناس، وأموال الله تؤخذ من غير وجهها، وتصرف في غير أهلها، وعطلت الحدود، ونقضت العهود، ورأيت سنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أنكرت وغيرت، وآثار الماضي قد جددت وعمرت، وقل الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، وأهل البيت عليهما السلام مقهورون عن إرثهم، قد حالوا عن مساربهم، ومنعوا عن بلوغ مآربهم من إحياء السنة وإماتة البدعة، واشتدت أركان الظلم، وقويت أسباب الباطل بتغلب الظلمة، واستيلاء الأئمة الذين لايرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، وأولئك هم المعتدون، وسفك الدماء، واستباحة الحمى، ونقص الأفاضل، وأكل أموال الناس بالباطل {إن الذين يأكلون أموال اليتامى إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا}(1) لا يردعهم عن اقتراف الفواحش الحياء، ولا يزعهم عن فعل المعصية التقوى، قد نسوا الوعيد عليها، ونبذوا وراء ظهورهم الزجر الوارد فيها، لم أجد لنفسي عذرا إن قعدت، ولاحجة في الترك عن النكير إن تركت؛ لوجود من بذل النصرة ودعا إلى المعونة من سادات العترة، ووجوه الشيعة، وقمت أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين.

Page 89