311

Sīrat Abī Ṭayr

سيرة أبي طير

قال السيد الأمير شرف الدين رضي الله عنه: بلغني أنه أخذ من درب ظالم قريبا من أربعين فرسا فأما الإبل والبقر وغير ذلك من الأثاث والإماء والعبيد والسلاح والآلآت فلم يحقق كميته إلا أنه على الجملة بمال كثير وبلغ العلم إلى الإمام بما كان في درب ظالم ولم يكن ذلك في باله فحمد الله تعالى على ما من به من النصر على الجملة وإن كان قد عظمت عليه حرمة الإمام المنصور بالله عليه السلام وكتبت البشارات إلى جميع الأقطار، ثم أقبل الأميران ومن معهما من الأمراء والمجاهدين بالأسراء إلى قرية حوث فالتقاهم أمير المؤمنين إلى قبلي مسجد الجامع بحوث [105ب-أ]، فأقام الأسرى ليلتين أو ثلاث ثم أمر أمير المؤمنين أخاه الأمير الكبير المجاهد فخر الدين إبراهيم بن يحيى بالأمير الكبير موسى بن أمير المؤمنين وولده إلى حصن عزان في بلاد حمير وسائر الأسرى إلى حصن مدع وأمر بحفظهم، والتشديد عليهم رجاء أن يخرج الأمير الأسرى الذين مع القوم بصعدة، ثم بلغ العلم إلى القوم بصعدة بما كان في الجوف فاغتموا لذلك غما عظيما وانكسرت خواطرهم وضعفت همتهم وظنوا أن لا فائدة لهم في الإقامة وأنهم إن أقاموا أقبل إليهم أمير المؤمنين بالعساكر فأخرجهم عن صعدة أو تقدم الجهات الصنعانية فأخذها فأجمعوا على النهوض إلى صنعاء.

قال السيد شرف الدين: بلغني أن الحسن بن وهاس كان الأمير شمس الدين يحدثه في الإمام عليه السلام ويستفهمه في إمامته ويطعن فيوهمه ما يوافقه ومن تلك الأيام كان أساس الفتنة التي سببها ما جرى من مصاب أمير المؤمنين فالله المستعان.

Page 325