رجع الحديث ثم إن القوم لم يستطيعوا الطلوع من الطرقات التي هي معروفة طلبوا طريقا آخر غير تلك الطرقات فدلهم بعض الناس طريقا مجهولا تأتي شرقي حصن براش صعدة وهو يومئذ في أيديهم ولم يخطر للإمام ببال أنهم يستطيعون المضي هنالك فما شعر عليه السلام حتى ساروا تلك الطريق وجعلوا حصن براش عن شمائلهم ثم من شعب الغيل الذي يفضي إلى الحجر، ثم صعدوا الى وادي دماج وحطوا هنالك وتقدم الأمير داود بن الإمام المنصور بالله عليه السلام في عصابة من أهله على الفور حتى دخلوا وعمدوا درب الإمام المنصور بالله وكان لهم هنالك أهل وحريم ووقع الحرب بينهم وبين أهل المدينة وصرع رجل من جند الأمراء الحمزيين عند باب صعدة قريبا من مسجد الهادي عليه الصلاة والسلام وفقئت عين الأمير [102ب-أ] الكبير علي بن عبد الله بن الحسن بن حمزة بن سليمان الجواد بسهم وقتل معه [.....بياض في المخطوط.......] وكاد أهل المدينة أن يستظهروا عليهم، ثم أن الأمير شمس الدين أمدهم في الليل بعسكرمن الرجل فلما أصبح نهض الأمير شمس الدين وأسد الدين بمن معهما من العساكر فحطوا عند درب الناصر بن الهادي عليهما السلام غربي مدينة صنعاء وتقدم الأمير شمس الدين إلى أهله إلى درب الإمام ثم عاود المحطة ووقع الحرب بينهم وبين أهل المدينه فقتل [.....بياض في المخطوط.......] وأقاموا على ذلك يدورون بالمدينة ليطلعون على عورة أهلها فينتهزون الفرصة وكان بين أهل الدربين من الحدادين وبين أهل المعلاة وسمارة وسائر مدينة صعدة دخول وحروب قديمة وعداوة عظيمة وقد كانوا تهادنوا وتصالحوا وحذف كل منهم لصاحبه على النصيحة فعامل بعض الحدادين ودخل إلى الأميرين في الليل وتشارطوا على أشياء كبيرة فيما بلغ وقيل إن بعض الأمراء الحمزيين ممن كان بصعدة دبر لهم الأمر والمكيدة والله أعلم أي ذلك كان، فقد اختلفت الروايات واجتمعت في سمنان الجداد جل آخر معه أنهما رأس أهل المكيدة. والله أعلم.
Page 317