223

Sīrat Abī Ṭayr

سيرة أبي طير

أخبرني بعض من له خبرة بالقوم أن الذي أخذ عليهم مقدار عشرة آلاف دينار من الدنانير الملكية وعاد الأمير علم الدين ومن معه سالمين غانمين ظافرين واستقبلهم أمير المؤمنين شاكرا ومثنيا عليهم فالحمد لله رب العالمين.

قال السيد شرف الدين رضي الله عنه: سألت أمير المؤمنين عليه السلام عن حكم القوم قبل أن يغزوهم فقال: هم كفار بلا خلاف لموالاتهم الغز الباطنية ويجوز قتلهم؛ لأنهم بغاة على إمام الحق ومحارببين له.

قال عليه السلام: ويجوز قتلهم لكونهم مجتمعين على قتل الفقيه الفاضل أحمد بن يحيى ظلما وعدوانا وأقام أمير المؤمنين عليه السلام ليالي ونهض إلى دلاج من بلاد سنحان بلاد بشير بن صبرة وهي بلد جليلة القدر مشهورة لذلك فرعى الناس زرائعها وأخربوا منازلها وكان الناس في رخاء واتساع فأقام أمير المؤمنين إلى هنالك أياما قرائب وأقبل إليه المشرق والنواحي تلك بالبر والنذر والتبرك به ومقابلته ثم نهض عليه السلام فحط في موضع يسمى العمري على شاطئ النهر المعروف بسد الكميم وهو موضع يطلع فيه الماء في وقت فصل الشتاء فيطمي على ضيعة واسعة في تلك الأرض مقدار نصف ميل أو يزيد قليلا أو ينقص قليلا. والله أعلم.

ثم يأخذ في النقصان قليلا قليلا حتى لا يبقى منه إلا القليل قريبا من حصن الكميم فيزرع تلك الأرض وهو على هذا المثال ولهم فيه دلائل على جودة السنة وضعفها.

رجع الحديث

ولم يلبث أمير المؤمنين عليه السلام أن طاف الحصن حصن الكميم.

قال السيد شرف الدين رضي الله عنه: كنت فيمن طلع مع أمير المؤمنين لطيافة الحصن فرأيت جبلا عاديا مثلثا من الجبال متسع القلة لعل قلتة تزيد على علوتين للرامي. والله أعلم.

Page 234