208

Sīrat Abī Ṭayr

سيرة أبي طير

قال الراوي: فلما علم أمير المؤمنين وانكشف له أن كونهم في ثلاء لأغراض ولم يبقى إلا الأمير شمس الدين والقليل من أصحابه غلب على ظنه أن صدورهم لا يكون إلا بأمره، فلما وصلوا إلى صنعاء اشتدت عزيمة الغز واجتمع في صنعاء قريبا من أربعمائة فارس من فرسان الشرق والغرب والأتراك فقصدوا أمير المؤمنين في يوم من الأيام ولما علموا بافتراق الناس عنه والذي دلهم على ذلك رجل يقال له: الفضل بن مفضل من جنب وكان ذلك اليوم من الأيام المشهورة والوقعات المذكورة فقام فيه أمير المؤمنين مقاما كمقام آبائه الأئمة الكرام عليهم السلام تظله البنود وتثلم السيوف وأبلى ذلك اليوم الأمير الكبير محمد بن سليمان بن موسى وعقر تحته حصان من جياد الخيل وأركبه الإمام حصانا آخر في القتال ولم يكن في جنبه أمير المؤمنين من الأمراء الحمزيين ممن ينتظم مع الأمير شمس الدين إلا الأمير الكبير السيد أحمد بن يحيى بن حمزة بن سليمان فإنه جاهد في سبيبل الله وأبلى بلاء حسنا وكذلك من كان هنالك من الأمراء السلاطين الأجلاء بنو شهاب، ومن جملة من وقف في ذلك الموقف القاضي المجاهد أحمد بن مقبل بن زيدان، ولما لم يبق ثم وجه يرتجيه أمير المؤمنين في استصلاح الأمراء أمر عند ذلك بخراب أموال المحاربين له منهم في جهة الظاهر وأمر بالحرب على ظفار وكانوا في ذلك الأوان يحاربون ويقيمون الجمعة.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: لقد عجبت من ذلك ثم إن أهل الظاهر وثبوا على قرية الحارة فأخربوها وأخربوا الأموال وعموا بفعلهم المحارب وغير المحارب فاغتم الإمام لذلك.

Page 219