قصة قتل السلطان الملك المنصور عمر بن علي بن رسول
لما كان في ليلة الثالثة أو الرابعة من محطة ذروة وصلت البشرى إلى أمير المؤمنين عليه السلام إلى محطة ذروة يحكون أن السلطان قد كان أزمع على النهوض والطلوع بالخزائن والأموال لحرب الإمام فشرب الخمر في بعض لياليه في الجند في الدار السلطانية فلما أثمله الخمر ووثب عليه مملوك تركي فوجأه بسكين في بطنه ثم بعد ذلك ذبحه ذبحا فكان ذلك من أعظم الفتوح، وسقط في أيدي أهل ذروة وأيقنوا بالهلاك فعند ذلك جرى الخطاب، ووصل إلى أمير المؤمنين الشرفاء الأمراء الكبراء آل يحيى بن حمزة من ذيبين ومن هنالك من الفقهاء الأطهار والمسلمين بالضيافات الجزيلة التي عمت العساكر، فلما علم الأمراء بطلوعهم إلى الإمام عليه السلام نهضوا من محطة مذود فحطوا في هضب وعر متصل بجبل ظفر حصن الأمراء الكبراء آل وهاس بن أبي هاشم الحمزي وأمر أمير المؤمنين الشيخ حنظلة بن سعد بن شبر والشيخ محمد بن يحيى بن علي بن شبر وإخوتهم وأولادهم بالمحطة والمركز في درب محروش في جبل ذروة وعند ذلك انقطعت عنهم المنافع والداخل والخارج، وأمر أمير المؤمنين بالخيل إلى ذيبين لمقابلة خيل الأمراء، فلما رأى القوم أنه لا طاقة لهم بحرب الإمام وأن القبائل قد اجتمعت عليهم دعوا للخطاب، فتوسط الأمير الكبير المؤيد بن وهاس والفقيه الفاضل المجاهد أحمد بن موسى النجار الصعدي ونزلوا عن حصن ذروة فهبطوا طريق قرظة في أمان أمير المؤمنين سلام الله عليه وعلى آبائه الطاهرين ولقيهم العساكر والخيل من ظفر وراحوا إلى ظفار ولم يلبثوا أن صدروا مسرعين إلى صعدة، وكان الأمير شمس الدين أحمد بن أمير المؤمنين هنالك في شحنة حصونه وجمع أطرافه متوقعا لإقبال الإمام.
Page 174