109

Sirat Abi Tayr

سيرة أبي طير

وحقيق لمن بسط الله يده وسلطانه ورفع محله وشأنه وأهله لأمر الممالك وحفظ المواطن والمسالك أن يؤدي الإمامة ويخلص الديانة ويحمد السيرة ويعتمد طيب السريرة لتدوم له النعم وتسعد به الأمم، ووجب أن يذعن له الجماهير، وحق له أن يفوز بالمناقب المقتضية للشكر الموجبة لجعل الأحدوثة والذكر كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حاكيا عن ربه: ((إن أحب الناس إلى الله وأدناه مجلسا منه إمام عادل)) فنسأل الله سبحانه وتعالى كمابشر المقام العالي بحيازة القدح المعلى وجعله من أهل الحظ الأعلى أن يوفقه للجمع بين سيادتي الآخرة والأولى وليكن من همه المقام العالي أدام الله له الإكرام أن لا يخلينا على مرور الأيام من التشريف بكتبه والتعهد بالمواصلة بها والإلمام وما سنح له أدام الله محاسن مذاهبه من فهمات مآربه فليعرض للقيام به تأكدا لبقاء المودة بيننا على الدوام وتقريرا لما هي عليه من الإبرام والإحكام وللمقام العالي في ذلك علو الرأي والسلام على رسوله سيد المرسلين وعلى آله وعترته الطيبن وسلامه في كل وقت وحين.

سطر يوم الإثنين لسبع أن بقين من شوال سنة ست وأربعين بعد ستمائة من الهجرة النبوية صلوات الله على صاحبها محمد النبي الأمي وعلى آله وعترته وسلامه وحسبنا الله ونعم الوكيل .

وكتب إليه أمير المؤمنين بعد ذلك بمدة كتابا بليغا يتضمن أبياتا في استنهاضه إلى نصرة الحق ومدح له ذلك فأجاب بهذا الجواب ورأينا أن نضع كتابيه معا ولو اختلف تاريخهما ففي ذلك فايدة.

قال:

Page 112