129

Siraj Munir

السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير

Genres

وهذا محمول على الفريق الثاني وقد بقى كل من قيس وصعصعة إلى أن أدركا الإسلام ولهما صحبة وإنما خص البنات بالذكر لأنه كان الغالب من فعلهن لأن الذكر مظنة القدرة على الاكتساب وكانوا في صفة الوأد على طريقين أحدهما أنه يأمر أمر أنه إذا اقترب وضعها أن تطلق على حفيرة فإن وضعت ذكرا أبقته وإن وضعت أنثى طمتها في الحفيرة وهذا اللائق بالفريق الأول ومنهم من كان إذا صارت البنت سداسية يقول لأمها طيبيها وزينيها لأزور بها أقاربها ثم يبعد بها في الصحراء حتى يأتي البئر فيقول لها انظري فيها ويدفعها من خلفها ويطمها وهذا اللائق بالفريق الثاني (ومنعا) قال المناوي بسكون النون منونا وغير منون (وهات) بكسر المثناة الفوقية فعل أمر من الإيتاء أي منع ما أمر بإعطائه وطلب ما لا يستحق أخذه وقيل كنى بهما عن البخل والمسألة فكره أن يمنع الإنسان ما عنده ويسأل ما عند غيره (وكره لكم قيل وقال) أي قيل كذا وقال فلان كذا مما يتحدث به من فضول الكلام قاله المناوي وقال العلقمي قال في الفتح في رواية الشعبي كان ينهى عن قيل وقال كذا للأكثر في جميع المواضع بغير تنوين ووقع في رواية الكشميهني هنا قيلا وقالا والأشهر الأول وقال الجوهري قيل وقال اسمان وأشار إلى الدليل على ذلك بدخول الألف واللام عليهما وقال المحب الطبري في قيل وقال ثلاثة أوجه أحدهما أنهما مصدران للقول تقول قلت قولا وقيلا وقالا والمراد في الحديث الإشارة إلى كراهة كثرة الكلام لأنها تؤول إلى الخطأ قال وإنما كرره للمبالغة في الزجر عنه ثانيها أنه أراد حكاية أقاويل الناس والبحث عنها ليخبر عنها فيقول قال فلان كذا وقال فلان كذا ومحل كراهة ذلك أن يكثر من ذلك بحيث لا يؤمن مع الإكثار من الزلل إذ هو مخصوص بمن يفعل ذلك من غير تثبت ولكن يقلد من سمعه ولا يحتاط له قلت ويؤيد ذلك الحديث الصحيح كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع أخرجه مسلم وفي شرح المشكاة قوله قيل وقال من قولهم قيل كذا وبناؤهما على كونهما فعلين محكيين متضمنين الضمير وإعرابهما على إجرائهما مجرى الأسماء خاليين من الضمير ومنه قوله إنما الدنيا قيل وقال وإدخال حرف التعريف عليهما في قوله ما يعرف القال من القيل لذلك (وكثرة السؤال) أي عن أحوال الناس أو عما لا يعني أو عن المسائل العلمية امتحانا وفخرا وتعاظما قال العلقمي قال النووي في شرح مسلم اتفق العلماء على النهي عن السؤال من غير ضرورة قال واختلف أصحابنا في سؤال القادر على الكسب على وجهين أصحهما التحريم لظاهر الأحاديث والثاني يجوز مع الكراهة بشروط ثلاثة أنه لا يلح ولا يذل نفسه زيادة على ذل السؤال ولا يؤذي المسئول فإن فقد شرط من ذلك حرم انتهى أما السؤال # عند الحاجة فلا حرمة فيه ولا كراهة تنبيه جميع ما تقدم إذا سأل لنفسه فأما إذا سأل لغيره فالذي يظهر أيضا أنه يختلف باختلاف الأحوال (وإضاعة المال) أي صرفه فيما لا يحل أو تعريضه للفساد وأما التوسع في المطاعم والملابس فإن كان باقتراض ولا يرجو وفاء حرم وإلا فلا (ق) عن المغيرة بن شعبة

• (أن الله تعالى حرم علي الصدقة) فرضها ونفلها (وعلى أهل بيتي) وهم مؤمنو بني هاشم والمطب أي حرم عليهم صدقة الفرض فقط لأنها أوساخ الناس (ابن سعد عن الحسن بن علي) أمير المؤمنين

• (أن الله تعالى حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا) ندبا متوكلين معتمدين في حصول الشفاء على الله تعالى ولو بنجس لا يقوم الطاهر مقامه ما عدا الخمر (حم) عن أنس قال المناوي ورجاله ثقات

• (أن الله تعالى حيي) هو بكسر الياء الأولى والتنوين والحياء تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ويذم والتغير لا يقال إلا في حق الجسم لكنه لوروده في الحديث يؤول وجوبا بما هو قانون في أمثال هذه الأشياء إذ كل صفة تثبت للعبد مما يختص بالأجسام فإذا صف الله بذلك فذاك محمول على نهايات الأغراض لا على بدايات الأعراض مثاله أن الحياء حالة تحصل للإنسان لكن لها مبتدأ ومنتهى أما المبتدأ فهو التغير الجسماني الذي يلحق الإنسان من خوف أن ينسب إلى القبيح وأما النهاية فهو أن يترك الإنسان ذلك الفعل فإذا ورد الحياء في حق الله فليس المراد منه ذلك الخوف الذي هو مبتدأ الحياة ومقدمته بل ترك الفعل الذي هو منتهاه وغايته وكذلك الغضب له مقدمة وهي غليان دم القلب وشهوة الانتقام وله غاية وهي إنزال العقاب بالمغضوب عليه (ستير) بكسر السين المهملة وتشديد المثناة الفوقية المكسورة فعيل بمعنى فاعل أي ساتر العيوب والقبائح أو بمعنى مفعول أي هو مستور عن العيون في الدنيا يحب الحياء والستر بفتح السين أي يحب من فيه ذلك ولهذا جاء في الحديث الحياء من الإيمان وجاء أيضا من ستر مسلما ستره الله (فإذا اغتسل أحدكم فليستتر) أي وجوبا إن كان ثم من يحرم نظره لعورته وندبا في غير ذلك واغتساله عليه الصلاة والسلام عريانا لبيان الجواز قال العلقمي وسببه كما في أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجالا تغتسل بالبراز بفتح الموحدة هو الفضاء الواسع فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم أن الله فذكره وقوله فصعد المنبر فحمد بكسر العين والميمين من المنبر وحمد اه (حم د ن) عن يعلي بن أمية بإسناد حسن

Page 363