104

Siraj Munir

السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير

Genres

• (أما بعد فإن الدنيا خضرة حلوة) أي هي في الرغبة فيها والميل إليها كالفاكهة التي هي في المنظر خضرة وفي المذاق حلوة وكل منهما يرغب فيه منفردا فكيف إذا اجتماعا (وأن الله تعالى مستخلفكم فيها) أي جاعلكم خلفاء في الدنيا (فناظر كيف تعملون) أي كيف تتصرفون في مال الله الذي آتاكم هل هو على الوجه الذي يرضاه المستخلف أم لا (فاتقوا الدنيا) أي احذروا فتنتها (واتقوا النساء) أي الافتتان بهن (فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) يريد قتل النفس التي أمر فيها بنو إسرائيل بذبح البقرة فإنه قتل ابن أخيه أو عمله ليتزوج زوجته أو بنته (ألا) بالتخفيف للتنبيه (إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى) أي متفرقة (فمنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت مؤمنا) وهذا الفرق هم سعيد الدارين (ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت كافرا) وهذا القسم هم أهل الشقاوة (ومنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت كافرا) أي يسبق عليه الكتاب فيختم له بالكفر (ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت مؤمنا) أي يسبق عليه فيختم له بالكفر (ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت مؤمنا) أي يسبق عليه الكتاب فيختم له بالإيمان فيصير من أهل السعادة (ألا إن الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم) قال المناوي بحذف إحدى التاءين تخفيفا فهو بفتحات (ألا ترون) أي حال غضبه (إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه) جمع ودج بفتح الدال وتكسر العرق الذي يقطعه الذابح ويسمى الوريد (فإذا وجد أحدكم شيئا من ذلك) أي من مبادئ الغضب (فالأرض الأرض) أي فليضطجع بالأرض لتنكسر نفسه فتذهب حدة غضبه (ألا إن خير الرجال) وكذا النساء والخناثى (من كان بطئ الغضب سريع الرضى وشر الرجال من كان سريع الغضب بطئ الرضى فإذا كان الرجل بطئ الغضب بطئ الفئ) أي الرجوع (أو سريع الغضب سريع الفئ فإنها بها) أي فإن إحدى الخصلتين تقابل بالأخرى فلا يمدح على الإطلاق ولا يذم على الإطلاق (ألا إن خير التجار) بضم المثناة جمع تاجر (ومن كان حسن القضاء) أي الأداء لما عليه (حسن الطلب) بماله على الناس (وشر التجار من كان سيء القضاء) أي لا يوفى لغريمه دينه إلا بمشعة ومماطلة مع يساره (سيء الطلب فإذا كان الرجل) ومثله المرأة والخنثى (حسن القضاء) لأداء لما عليه (سيء الطلب) بما له على الناس (أو كان سيء القضاء حسن الطلب فإنها بها) أي فإحدى الخصلتين تقابل بالأخرى فلا يمدح على الإطلاق ولا يذم على الإطلاق (ألا إن لكل غادر لواء يوم القيامة) أي ينصب له لواء حقيقة # (بقدر غدرته) فإن كانت كبيرة نصب له لواء كبير وإن كانت صغيرة نصب له لواء صغير وفي خبر أنه سيكون عند استه وقيل اللواء مجاز عن شهرة حاله في الموقف (ألا وإن أكبر الغدر غدر أمير عامة) قال المناوي بالإضافة (ألا لا يمنعن رجلا مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه) فلا عذر له في ترك التكلم بالحق بشرط سلامة العاقبة (ألا إن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) قال المناوي فإن ذلك أفضل من جهاد الكفار لأنه أعظم خطرا (إلا أن مثل ما بقي من الدنيا فيما مضى منها مثل ما بقى من يومكم هذا فيما مضي منه) يعني ما بقى من الدنيا أقل مما مضى منها فكأنكم بها وقد انقضت كانقضاء يومكم هذا وبقية الشيء وإن كثرت في نفسها قليلة بالإضافة إلى معظمه وسيأتي الدنيا سبعة آلاف سنة أنا في آخرها ألفا (حم ت ك هب) عن أبي سعيد الخدري

• (أمامكم حوض) بفتح الهمزة أي قدامكم أيها الأمة المحمدية حوض تردونه يوم القيامة وهل وروده قبل الصراط أو بعده قولان وجمع بإمكان التعدد (كما بين جرباء) بفتح الجيم وسكون الراء وموحدة مقصور وممدود قرية بالشام (وأذرج) بفتح الهمزة وسكون المعجمة وضم الراء وحاء مهملة قرية بالشام وبينهما ثلاثة أيام والمعروف في الأحاديث أن الحوض مسيرة شهر وليس ذلك ما بين جرباء وأذرج وبذلك يزول الإشكال (خ د) عن ابن عمر ابن الخطاب

• (أمان لأهل الأرض من الغرق) بفتح الراء (القوس) أي ظهور القوس المسمى بقزح سمى به لأنه أول مارى على جبل قزح بالمزدلفة وفي رواية البخاري في الأدب أنه أمان لمن بعد قوم نوح فإن ظهوره لم يكن دفعا للغرق (وأمان لأهل الأرض من الاختلاف) أي الفتن والحروب (الموالاة لقريش) يحتمل أن المراد كون أمر الولاية لهم ويحتمل أن المراد موالاة غيرهم لهم (قريش أهل الله) أي أولياؤه أضيفوا إليه تشريفا (فإذا خالفتها قبيلة من العرب صاروا حزب إبليس) أي جنده قال المناوي قال الحكيم أراد بقريش أهل الهدى منهم وإلا فبنو أمية وإضرابهم حالهم معروف وإنما الحرمة لأهل التقوى (طب ك) عن ابن عباس قال المناوي وصححه الحاكم ورد بأنه واه

• (أمان لأمتي من الغرب إذا ركبوا البحر) قال المناوي في رواية السفينة وفي أخرى الفلك (أن يقولوا) أي يقرؤا قوله تعالى (بسم الله مجراها ومرساها الآية) أي إلى آخرها ويقرؤا قوله تعالى (وما قدروا الله حق قدره) أي ما عرفوه حق معرفته أو ما عظموه حق عظمته (الآية) أي آية الزمر إلى مشركون (ع) وابن السني عن الحسين بن علي

Page 337