============================================================
السيرة المؤيدية كان لا يقوم لأبيه إذا حضره قائما ويقوم لمعلمه مكرما له ومعظما ، فنقم الاسكندر هذه الحالة من فعله ونسيه إلى سوء الأدب ، واستدعى المعلم ليعتب عليه ويقيح إليه قعل ولده فقال المعلم : أيها الملك ليس ولدك بالمخزى فى عقله ولا الناقص فى فضله ولا القاصر عن القيام بعذر فعله ، فسله عن مقتضى ذلك فعسى أن يصدر مشه جواب يغنيك عما تسالي عنه ، فقال : لا بأس يذلك ، فاستدعى الغلام وقال : يا بنى انما أنت بى وقد عرفت ما أوجبه الله تعالى عليك من حقى فلم تتهاون بخدمتى وتخدم معلمك أكثر مما تخدمنى فقال : أيها الملك ما كان قصدك بالفعل الذى اقتضى وجودى فى هذه الدار المحفوفة بالآفات والعاهات إلا لذة تقضيها ، فتلذذك فى هذه البئر أوقعنى وإلى فخها دفعنى، وإنى لأرجو الخلاص مما أوقعتنى فيه على يد معلمى فمن أجل ذلك انخضع لمن أرجو خلاصى على يديه دون من دفعنى إلى ما أنا مدفوع إليه(1) . وكذلك فأقول أيها الملك إننى لك منزلة ذلك المعلم من اين الاسكندر ، وما قلت الذى قلته إلا على هذه الحجفة ، فان وجدت جالا لقبول العذر فيه من حيث العقل قبلت، وإلا نسبته عى إلى حشف ادسغة المعلمين الدين هم باختلال العفل سنهورون وفيه معذورون . وعند ذلك عملت قصيدة مسعطة ضمنتها هذا الذكر ، وذكر ما كنت ألحف عليه بالسؤال فيه والمطالبة به من مكانبة الحضرة النبوية بمصر وكانوا يتشققون من الغيظ لأجله ويذكرون أن قصدى به الاشاعة كونه خادما لحجهة وبطيعا لحجهة من حيت لا حاجة يه إلى أن يكون بعد كونه مالكا يصير مملوكا وعقب (1) كونه ستبوعا يصير تابعا ، وأن غرضى تهجينه والوضع منه والرفع من صاحبى ، ثم أن أبغض إليه الرعية باججعها وأزهدها فيه وفى أيامه وأوجس منه الخليفة بيغداد الجارية سنته وسنة آبائه أن يكونوا إليه يوجوههم متوجهين ولذكره (1) في دوك : عقيب .
(1) شبيه بهذه القصة ما جاء فى تزهة الألباء ص 130 أن المأسون وكى الفراء ليلقن ابنيه النحو، ف ذات يوم أراد الفراء أن ينهض إلى حوانجه ، فابتدرا إلى نعل الفراء ليقدماها له فتنازعا ، أيهما يقدمها له ، ثم اصطلحا على أن يقدم كل واحد منهما واحدة ، وكان للمأمون وكيل على كل شي خاص ، فرفع ذلك إليه فى الخير ، قوجه إلى الفراء واستدعاه ، فلما دخل عليه ، قال له : من أعز الناس ؟ فقال . لا اعرف أحدا أعز من أمير المؤمنين . فقال : بل من إذا تهض تقاتل على تقديم نعله وليا عهد المسلمين ، حى يرضى كل واحد منهما أن يقدم له قردا . فقال : يا أسير المؤمنين لقد اردت منعهما عن ذلك ، ولكن خشيت أن أدفعهما عن مكرمة سيقا إليها ، او اكسر نفوسهما عن شريفة حرما عليها .
Page 79