73

Sinacatayn

الصناعتين

Investigator

علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم

Publisher

المكتبة العنصرية

Publisher Location

بيروت

ظنّ أنّ اليرندج مما ينسج، واليرندج: جلد أسود، تعمل منه الخفاف- فارسى معرب، وأصله رنده، وفسره أبو بكر بن دريد تفسيرا آخر، وقال: إنما هذه حكاية عن المرأة التى يصفها ظنّت لقلة تجربتها أنّ اليرندج شىء منسوج، ولم تدارس عويص الكلام، والفاظ البيت لا تدلّ على ما قال. ومثله قول أوس بن حجر: كأن ريقتها بعد الكرى اعتبقت ... من ماء ادكن فى الحانوت نضاح «١» ومن مشعشعة كالمسك يشربها ... أو من أنابيب رمان وتفاح ظن أنّ الرمّان والتفّاح فى أنابيب، وقيل: إنّ الأنابيب الطرائق التى فى الرمان، وإذا حمل على هذا الوجه صحّ المعنى. ومن فساد المعنى قول المرقش الأصغر «٢»: صحا قلبه عنها على أنّ ذكرة ... إذا خطرت دارت به الأرض قائما وكيف صحا عنها من إذا ذكرت له دارت به الأرض، وليس هذا مثل قولهم: ذهب شهر رمضان إذا ذهب أكثره؛ لأنّ الناس لا يعرفون أشدّ الحب إلّا أن يكون صاحبه فى الحد الذى ذكره المرقش. والجيد فى السلو قول أوس: صحا قلبه عن سكره وتأملا ... وكان بذكرى أمّ عمرو موكلا فقال: وكان بذكرى أمّ عمرو موكلا. ومثل قول المرقش فى الخطأ قول امرىء القيس «٣»: أغرّك منّى أنّ حبّك قاتلى ... وأنّك مهما تأمرى القلب يفعل وإذا لم يغررها هذه الحال منه فما الذى يغرّها! وليس للمحتجّ «٤» عنه أن يقول:

1 / 73