فقسم تقسيما حسنا؛ ومعناه أنّ الشمال تجىء من ناحية حبيبه إليه فأحبّها، والجنوب تهبّ إلى الحبيب، فحسدها لمباشرتها جسمه؛ وهو مأخوذ من قول جران العود:
إذا هبّت الأرواح من نحو أرضكم ... وجدت لريّاها على كبدى بردا
وزاد مسلم فى قوله أيضا:
ويغمد السيف بين النّحر والجيد
على أنّ السابق إلى هذا المعنى هو بعض الفرسان إذ يقول:
جعلت السيف بين اللّيت «١» منه ... وبين سواد لحييه عذارا
لأن الإغماد فيه أشدّ تأثيرا من وضع العذار عليه.
وقد زاد أبو نواس على جرير فى قوله «٢»:
وقد أطول نجاد السّيف محتبيا ... مثل الرّدينىّ هزّته الأنابيب
فقال أبو نواس «٣»:
سبط البنان إذا احتبى بنجاده ... غمر الجماجم والسّماط قيام «٤»
قوله: «غمر الجماجم» أحسن من قول جرير: «مثل الرّدينى» .
وهكذا قوله «٥»:
أشمّ طوال «٦» السّاعدين كأنّما ... يلاث «٧» نجاذا سيفه بلواء