Sinacat Quwwad

al-gahiz d. 255 AH
138

Sinacat Quwwad

رسائل الجاحظ

Publisher

دار ومكتبة الهلال

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٢٣ هـ

Publisher Location

بيروت

Genres

Rhetoric
ورجوت أن تنيب وترجع بعد الجماح واللّجاج، فإنّ للجواد استقلالا بعد الكبوة، وللشّجاع كرّة بعد الكشفة، وللحليم عطفة بعد النّبوة. وأنا أقول: جعلنا الله وإيّاك ممن أبصر رشده، وعرف حظّه، وآثر الإنصاف واستعمله، ورفض الهوى واطّرحه؛ فإنّ الله تعالى لم يبتل بالهوى إلّا من أضلّه، ولم يبعد إلّا من استبعده. [٩- فصل في ذم اللواط [١]] والذي يدل على ان هذه الشهوة معيبة في نفسها، قبيحة في عينها، ان الله تعالى وعز لم يعوض في الآخرة بشهوة الولدان من ترك لوجهه في الدنيا شهوة الغلمان. كما سقى في الآخرة الخمر من تركها له في الدنيا، ثم مدح خمر الجنة باقصر الكلام، فنظم به جميع المعاني المكروهة في خمر الدنيا فقال: لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ . كأنه ﵎ قال: لا سكر فيها ولا خمار. وفي اكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء انقطاع النسل، وفي انقطاع النسل بطلان جميع الدين والدنيا. وغشيان الرجل الرجل والمرأة المرأة من المنكوس المعكوس، ومن المبدل المقلوب؛ لأن الله جل ذكره انما خلق الذكر للانثى، وجعل بينهما اسباب التحاب وعلائق الشركة، وعلل المشاكلة وجعل الذكر طبقا للانثى، وجعل الانثى سكنا للرجل. فقلب هؤلاء الأمر وعكسوه، واستقبلوا من اختار الله لهم بالرد والزهد فيه.

[١] هذه الصفحة وردت وسط كتاب المعلمين في طبعة عبد السلام هارون وهي بدون شك مقحمة على الكتاب وربما اختيرت من كتاب ذم اللواط الضائع. ورأينا من المناسب الحاقها بكتاب تفضيل البطن على الظهر الذي يعالج الموضوع ذاته.

1 / 158