46

Simat Min Zaman

سمات من الزمان

Genres

وقاطعه نديم: أنا أعرف أباك منذ نحن تلاميذ صغار، وصداقتي به، بل وحبي له لم يكونا في يوم من الأيام حائلا بيني وبين معرفة أخلاقه معرفة تامة. - وقبلتني؟ - لسببين. - أولهما؟ - إنني أعلم أن والدتك هي التي قامت بشأنك منذ الطفولة. - هذا حق، ولكن أتعرف والدتي؟ - أخلاقها وما صنعته مع أبيك حين تزوج عليها من أجل مصالحه وثقافتها وعقلها، كل هذا معروف وأنا محام وأخبار الناس تأتي إلي من كل سبيل. - وما السبب الثاني؟ - أنا أستطيع من لقاء أو لقاءين أن أعرف دخيلة الناس، وقد ارتحت إليك ووثقت أنك على النقيض من أبيك تماما، وقد صدق حدسي بما سمعته عنك في الفترة القصيرة التي قضيتها في النيابة. - أشكرك، وأحمد الله على أن يكون هذا رأيك، ولكن بقي الأهم من ذلك رأي دينا. - أنت خطيبها، اسألها أنت. - قد تجد حرجا أن تقول لي رأيها صريحا. - دع هذا لي. - هذا ما أرجوه. - وهو كذلك. - وهناك خبر آخر أرجو أن تعرفه. - خيرا. - لقد استقلت من النيابة. - ليس هذا غريبا عليك، وماذا تنوي أن تفعل؟ - هذا ما سأقوله لسعادتك حين تخبرني برأي دينا. - ليكن. - متى آتي؟ - لن أطيل فترة انتظارك، ليكن هذا اليوم في الساعة السابعة. - أستأذن. - مع السلامة.

وقصد نديم أن يقف إجلالا لخطيب ابنته ويصافحه بحرارة وهو يودعه. •••

قال نديم لابنته دينا ما دار بينه وبين خطيبها بما في ذلك استقالته من النيابة وكانت أمها بمشهد. - فما رأيك؟ - ما رأيك أنت؟ - رأيي أحتفظ به لنفسي حتى لا يكون له أي تأثير عليك.

وقالت إلهام والدة دينا: أنا لا أريد أن أدلي برأي. ولكن اسمحا لي أن أعجب بموقف دياب وإقدامه هو على هذا السؤال. وأنا أعرف مقدار حبه لدينا وحرصه على الزواج منها.

وقال نديم: اتركي دينا تقل رأيها.

وقالت دينا: الحقيقة يا أبي أنا لا أرى له ذنبا فيما يفعله أبوه، وإذا كان ذا ضمير وأبى أن يفرض نفسه علينا بعد ما شاع عن أبيه، فلا يجوز أن أكون أنا حقيرة وأتخلى عنه في شدته. أنا الآن متمسكة به أكثر ما كنت. •••

ونقل نديم رأي دينا إلى دياب وقال له: والآن حان لك أن تخبرني ماذا تنوي من جهة عملك؟ - إن كل ما فكرت فيه مرده إليك وإليك وحدك. - أوضح. - أريد أن أعمل في مكتبك. - لقد كنت أخشى أن تكون متجها إلى وجهة أخرى. - إذن تقبلني؟ - إذا كنت قبلتك زوجا لابنتي الوحيدة فأنا أرحب بك زميلا في مكتبي طبعا.

وعمل دياب بمكتب نديم، وتم الزواج في فرح قصد مراد أن يكون باذخ الفخامة؛ ليعلن به نسبه إلى نديم المحامي العملاق وابن فكري باشا راشد. •••

بقي في هذه الرواية سطر واحد.

لقد رشح مراد نفسه في الانتخابات التالية، وفاز بنجاح ساحق!

Unknown page