وإذا لم يتزوج وهو في هذه السن وهذه البحبوحة التي صار إليها فمتى؟ إنه لا خيار أمامي، زوجة ثانية، زوجة ثانية والله يفعل ما يريد. •••
وتم الزواج، وانتقلت محبوبة إلى بيت مراد بالمنيل. ولم تجرؤ أن تطلب إليه أن يستأجر لها شقة أفخر. فهو قد رأى الشقة التي كانت تسكن فيها قبل أن تنتقل إلى شقة جاردن سيتي.
واستطاع مراد أن يكتم خبر زواجه عن أبيه وزوجته على الرغم من أنه زواج رسمي وليس عرفيا، ولكن فتوح ذهب إلى البلد في إجازة بعد أشهر من الزواج وهمس في أذن الحاج دياب. •••
قال الحاج دياب لابنه: لماذا يا مراد؟ - يا آابا أنا وحدي في مصر التي أصبحت أقضي بها معظم وقتي، والوحدة وحشة. - لا، ليس هذا هو السبب. - وما المانع أن أتزوج يا ابا؟ - زوجتك نازلي لا مثيل لها، وربنا يبارك لك في دياب. - وهل أنا قصرت نحو زوجتي أو ابني؟ - أنت مقصر معها قبل أن تتزوج. - البركة فيك يا ابا. - البيت لا يستغني عن رجله، والزوجة تحتاج إلى زوجها، والابن يحتاج إلى أبيه. - يا ابا هل معنى أن أتزوج واحدة تقيم معي في مصر أنني سأترك نازلي أو دياب؟ - المهم لا فائدة من الكلام، الحقيقة يا دياب أنا لا أخاف عليك من أحد إلا من نفسك. - لماذا يا ابا؟ - تريد أن تحصل على الدنيا كلها دون أن تقدم أي ثمن. - ومن الذي لا يريد هذا يا ابا؟ - لو كان الناس جميعهم مثلك لأكل بعضهم بعضا. - توكل على الله يا ابا. - وهل لنا غيره، أنا لن أخبر نازلي بزواجك. - مصيرها تعلم. - لتعلم من غيري. •••
فتوح متزوج. وزوجته تعمل عند نازلي في البيت، واستطاعت عديلة أن تكتم الخبر عن ستها يوما ويومين وثلاثة، ولكن هل تستطيع المرأة أن تكتم سرا كهذا أكثر من بضعة أيام، هيهات. •••
نزل الخبر على نازلي نزول الصاعقة، فهي مهما تكن مثقفة فهي امرأة، ومشاعرها كمشاعر النساء جميعا.
لماذا؟ ماذا فعلت له؟! أهذا جزائي لأنني لا أحاسبه على إهماله لي ولابنه وأني لا أسأله متى تسافر ومتى تعود، لا، إنه يسعى بزواجه هذا إلى شيء آخر غير الزواج، المؤكد أن في زواجه نفعا ماديا له.
عديلة تقول إن الزوجة ليست جميلة، لعلها تحاول بهذا أن تعزيني، ولكنه عزاء لا قيمة له. وأعتقد أن عديلة على حق، وأن زوجته الثانية ليست جميلة. فهو لا يهمه الجمال أو القبح. المهم أن يصل إلى أطماعه التي لا تنتهي.
والآن كيف أتصرف؟
أذهب إلى أبي؟
Unknown page