Silsilat Al-Adab - Al-Munjid
سلسلة الآداب - المنجد
Genres
تعلق التزكية بالجار
وكذلك فإن مما يتعلق بالجوار من الأحكام، أن التزكية عند العلماء غير الشهادة، فالتزكية لها شروط، إذا أردت أن تزكي شخصًا، وانتبه لهؤلاء الذين يذهبون للمحكمة، يقول: احضر لنا شهودًا فيحضر مزكين، فما أسهل التساهل بقضية المزكين! يقول أهل العلم في التزكية: لابد للتزكية من أمرين زيادة على ما يشترط في الشاهد -أي: من العقل والضبط والعدالة إلخ- أحدهما: معرفة أسباب الجرح والتعديل؛ لأنه يشهد بهما، والأمر الثاني: خبرة باطن من يعدله أو يجرحه بصحبة أو جوار أو معاملة.
القاضي الذكي الفاهم إذا جاءته قضية تزكية -والتزكية مهمة- قال: أحضر لي أناسًا من جيرانك يزكونك.
ولكن انظر الآن في المحكمة، يأتي بعض الناس في طرقات المحكمة، يقول: ماذا تريد؟ يقول: أريد مزكيًا، يقول: وأنا أريد شاهدًا، تعال أزكيك وأنت اشهد لي، سبحان الله! لا يعرفه، كيف يزكيه؟! لا يجوز، لابد أن يكون قد عايشه ورافقه وجاوره وسافر معه، وأمضى معه وقتًا طويلًا، وشاركه في مال أو في شيء، كيف يزكي شخصًا لا يعرف حقيقته؟! لا يجوز ذلك مطلقًا.
4 / 27