194

Ṣifat al-ṣafwa

صفة الصفوة

Editor

أحمد بن علي

Publisher

دار الحديث،القاهرة

Edition Number

١٤٢١هـ/٢٠٠٠م

Publisher Location

مصر

قال: ففقرتُ لها واعانني أصحابي حتى إذا فرغت منها جئته فأخبرته فخرج رسول الله ﷺ معي إليها فجعلنا نقرب له الوَدِيّ ويضعه رسول الله ﷺ بيده، فو الذي نفس سلمان بيده ما مات منها وَدِيّة وأحدة فاديت النخل فبقي علي المال فأتى رسول الله ﷺ بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المعادن فقال: "مافعل الفارسي المُكاتب؟ "، قال: فدعيت له، قال: "فخذ هذه فأدِّ بها ماعليك يأسلمان". قال: قلت: وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي؟ قال: "خذها فإن الله ﷿ سيؤدي بها عنك". قال: فأخذتها فوزنت لهم منها والذي نفس سلمان بيده أربعين أوقية فأوفيتهم حقهم وعُتقت، فشهدت مع رسول الله ﷺ الخندق ثم لم يفتني معه مشهد رواه الأمام أحمد١.
وقد رويت بداية سلمان من حديث أبي الطفيل عامر بن واثلة وانه قال: كنت من أهل جَيّ، وكان أهل قريتي يعبدون الخيل البُلْق فطلبت الدِّين فذكر نحو ما ذكرناه وانه قدم على رسول الله ﷺ مكة والذي ذكرناه من لقائه له بالمدينة هو الصحيح.
وفي الصحيح عن سلمان أنه قال تدأولني بضعة عشر من ربّ إلى ربّ٢.
ذكر نبذة عن فضائله:
عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: "السبّاق أربعة، أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة".
وعن كثير بن عبد الله المُزَني، عن أبيه، عن جده أن رسول الله. ﷺ خط الخندق وجعل لكل عشرةٍ أربعين ذراعًا فاحتج المهاجرون والأنصار في سلمان وكان رجلًا قويًا فقال المهاجرون: سلمان منا وقالت الأنصار: لا بل سلمان منا. فقال رسول الله. ﷺ: "سلمان منّا أهل البيت" ٣.
وعن أبي حاتم عن العُتْبي قال: بعث إلي عمر بحللٍ فقسمها فأصاب كل رجل ثوبٌ. ثم صعد المنبر وعليه حلة، والحلة ثوبان، فقال: أيها الناس ألا تسمعون؟ فقال سلمان: لا نسمع. فقال عمر: لمَ يا أبا عبد الله؟ قال: إنك قسمت علينا ثوبًا ثوبًا وعليك حلة. فقال:

١ حسن: أخرجه أحمد في المسند حديث ٢٣٧٩٨.
٢ صحيح: أخرجه البخاري في مناقب الأنصار حديث ٣٩٤٦. باب ٥٣. إسلام سلمان الفارسي ﵁.
٣ ضعيف جدا: أخرجه الحاكم في معرفة الصحابة حديث ٦٥٣٩. وفيه كثير بن عبد المزني متروك أنظر تحرير تقريب التهذيب ٣/١٩٣.

1 / 203