Sudur al-ʿuqud fi taʾrih al-ʿuhud
شذور العقود في تأريخ العهود
Genres
والقاهر، والراضي. وكان له بستان عدة أجربة، كله شجر ليس فيه نخل ، فجعل له شبكة إبريسم، وكانت تفرخ فيه الطيور التي لا تفرخ إلا في الشجر كالقماري والهزار والببغ والبلابل والطواويس والقبج، وكان فيه من الغزلان والنعام وحمر الوحش كثير. وثشر بأن طائرا بحريا وقع على طائر بري فأزوجا وباضا وفقصا، فأعطى من بشره بذلك مائة دينار.
ثم إنه اغثقل ولقي المكاره، وأخذ حظه بألف ألف دينار، وقطعت يده، [فكان يستسقي الماء في الحبس بيده اليسرى وفمه، إلى أن مات فدفن] (1) في دار السلطان، ثم حمل فدفن في داره، ثم أخرج فدفن في مكان آخر. والعجب: أنه تقلد الوزارة ثلاث دفعات، وسافر في عمره ثلاث سفرات، ودفن بعد موته ثلاث مرات
وفي سنة سبع (327 م) (2) .
جاء مطر فيه برد كل واحدة نحر الارتيتين، فسقطت حيطان كثيرة ببغداد، وكان الحج قد بطل من سنة سبع عشرة وثلاثمائة إلى هذه السنة ، فكتب أبو علي عمر بن يحيى العلوي إلى القرامطة - وكانوا يحبونه لشجاعته وكرمه. فسالهم أن [ياذنوا](3) للحاج؛ اليسير بهم](4) ويعطيهم عن كل جمل خمسة دنانير، ومن المحمل سبعة، (فاذنوا](5) لهم فحج الناس، وهي أول سنة مكس ليها الحاج.
Page 215