91

Shucara Nasraniyya

شعراء النصرانية

Publisher

مطبعة الآباء المرسلين اليسوعيين، بيروت

Publication Year

1890 م

من القتل. قال: الوفاء. قال: وما دعاك إلى الوفاء. قال: إن لي دينا يمنعني من الغدر. قال: وما دينك. قال: النصرانية. قال: فاعرضها علي. فعرضها فتنصر المنذر. ورك تلك السنة من ذلك اليوم وعفا عن شريك والطائي. وقال: ما أدري أيكما أكرم وأوفى أهذا الذي نجا من السيف فعاد إليه أم هذا الذي ضمنه. وأنا لا أكون ألأم الثلاثة. قال الميداني: وتنصر مع الملك أهل الحيرة أجمعون.

أما حنظلة فإنه نسك بعد ذلك وفارق بلاد قومه ونزل الجزيرة مع النصارى حتى فقه في دينهم وبلغ نهايته وباع ماله وبنى ديرا بالقرب من شاطىء الفرات من الجانب الشرقي بن الدالبة والبهنسة أسفل من رحبة مالك بن طوق ومعدود من نواحي الجزيرة ذكره ياقوت في معجم البلدان ويعرف هذا الدير بدير حنظلة وترهب فيه حتى مات وفي هذا الدير يقول عبد الله بن محمد الأمين وقد نزل به فاستطابه:

ألا يا دير حنظلة المفدى ... لقد أورثتني سقما وكدا

أزف من الفرات إليك زفا ... واجعل حوله الورد المبدى

وأبدأ بالصبوح أمام صحبي ... ومن ينشط لها فهو المفدى

ألا يا دير جادتك الغوادي ... سحابا حملت برقا ورعدا

يزيد بناؤك النامي نماء ... ويكسو الروض حسنا مستجدا

وترهب حنظلة في الدير الذي بناه وفيه توفي نحو سنة 590م. وكان حنظلة الطائي شاعرا من شعراء الجاهلية لم يبق إلا القليل من شعره فمن ذلك ما رواه أبو الفرج بن الطيب النصراني (من الطويل) :

ومهما يكن من ريب دهر فإنني ... أرى قمر الليل المعذب كالفتى

يهل صغيرا ثم عظم ضوءه ... وصورته حتى إذا ما هو استوى

وقرب يخبو ضوءه وشعاعه ... ويمصح حتى يستسر فما يرى

Page 91